"أعجب بورقيبة بمداخلة جعيط فدعاه إلى حوار بالقصر الرئاسي على مائدة الغداء فكان نقاشا في العمق في التاريخ والفكر، وكانت المرة الأولى التي يلتقي فيها الرجلان، كان بورقيبة يريد أن "يوزر" من يستنجبه كما فعل مع عدد من الجامعيين الذين جلبوا انتباهه لكنه أدرك مع هشام جعيط أن الرجل "راهب فكر" ولا تنفعه المناصب السياسية وهو القرار الذي التزم به جعيط مع ذاته لأنه يرى نفسه مؤرّخا أو مفكّرا في التاريخ وليس مسؤولا سياسيا حتى وإن كان وزيرا. لذلك عاش مفكرا فوق السياسة، وعاش منسيّا في أيامه الأخيرة لأنّ "صنّاع الفكر والمعنى" في السنوات الأخيرة أصبحوا "كرونيكارات" جماعة الميل مع الرياح حيث تميل أو من "الكرونيكوزات" اللاتي يفتين دون معرفة أو عمق معرفي في الحج والعمرة، وصراع علي ومعاوية، وسيف سيدنا علي وراس الغول"
(من تدوينة للإعلامي لطفي حجي في ذاكرة الفايسبوك بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل المفكر الكبير هشام جعيط)