رياليتي أون لاين- جدّة
"يعطيكم العافية.. شكرا" بعربية خجولة حيت النجمة الهولندية شارون ستون الحاضرين في الجلسة الحوارية التي تحول في مسيرتها في السينما وفي تفاصيل فارقة في حياتها.
بحروف عربية تكبدت عناء نظمها بأناقة غازلت الحضور العربي قبل أن تنطلق في سرد مسيرة امرأة تهوى إعادة تشكيل ملامح الحياة وتنسج من لحظات الضعف التي تعيشها خيوط قوة تشدها إلى الوجود كلما تسلل إليها العدم.
عن التمثيل وعرض الازياء وعن علاقتها بعائلتها تحدثت المرأة التي ما عانقت الموت في تجلياته المختلفة إلا وعادت لتقبل على الحياة بنهم وتنظر تفاصيلها في ثنايا أولئك الذين يقاتلون ليحيوا بسلام.
وبعفوية الأطفال تحدثت عن مصافحتها الأولى للشهرة والنجومية وتهاطل المعجبين من حولها وعن صدمتها حينما أخبروها أنه صار لزاما عليها أن تخصص سائقا لقيادة سيارتها وأن تتجول مرفوقة بحارس شخصي.
في الجلسة الحوارية التي انتظمت في فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، تكلمت "شارون ستون" دون حواجز ودون عقد وبلا حسابات وهي تجيب عن أسئلة محاضرتها ريا أبي راشد.
"لا أحد يجهّز نفسه ليصبح مشهورا .. وفي لحظة ما يشرع الناس في تخيل شكل حياتك وتنساق وراءهم وتتخيله أيضا" بهذه الكلمات حاولت أن تعبر عن بعض إكراهات الشهرة والمتغيرات التي ترافقها على أصعدة كثيرة.
وعن صناعة الأفلام وعن تقمص الشخصيات تحدثت بشغف أبرقت معه عيناها ولكنها غالبت دموعها وهي تتحدث عن خساراتها وعن فقدانها لحضانة ابنها بعد أن اعتبرها القاضي ممثلة أفلام جنس.
" لقد تمت معاقبتي.. نجاحي دمر شخصيتي .. تفكير الناس في صار مغايرا.. وأنا اليوم لا أستمتع بما وقع لي.. ولكني سعيدة لأنهم يصفقون لي ولي أعمالي ولما فعلته من أجل حقوق المرأة".. استرسلت في الحديث قبل أن يعلو في القاعة تصفيق الحاضرين.
أما عن رؤيتها للقضايا المتعلقة بالمرأة وبالدفاع عنها، فتقول إن الله خلق الجميع، ولم يخلق أحدا ليخدم الآخر.. المرأة والرجل كلاهما متساويان.. ونحن في خدمة الله ولسنا في خدمة الإنسان.. نحن نخدم الإنسانية لا للنظرة الدونية لأي شخص مهما كان السبب.. يجب أن ننظر إلى أي شخص بالحب الذي خلقنا به الله.
عن الشهرة وما تجلبه معها من فرص لزيارة أماكن مختلفة في العالم تحدثت أيضا، مشيرة إلى أنها عملت في بلدان تعيش على وقع صراعات ورأت أحسن ما في الحياة وأسوأ ما فيها وحتى في أبشع تمظهرات الحياة رأت الجميل، على حد قولها.
الممثلة والمنتجة والناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان تجيد نظم الكلمات ببساطة وسلاسة وصدق كما تجيد اللعب بالألوان من خلال موهبة الرسم التي ترى فيه شيئا جميلا يساعدها على تجاوز الواقع.
إثر حديثها عن الرسم والألوان تحدثت عن أبنائها الثلاثة بالتبني الذين تسعى إلى إبعادهم عن وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يتحملوا أي تبعات لشهرتها ولا يعانوا منها.
وحينما سالت الكلمات أكثر تطرقت إلى حديثها مع نفسها وما يتسم به من بعد روحي جعلها تتجاوز وصفها بالمجنونة وتواصل الحديث بصوت عال أثناء القيام ببعض المهام وانتظار أجوبة تستدل بها.
وعند حديثها عن ابن شقيقها الذي غادر العالم قبل ستة أيام من تاريخ ميلادها، لم تقو على مطالبة دمعها كثيرا وسالت عبراتها وهي تتحدث عن اقتراحها التبرع بأعضائه حينما كان في حالة موت سريري.
"اليوم قلبه يواصل التفكير في جسد آخر. أشعر أنه لم يمت. أشعر أنه مازال هنا حيا بيننا".. بهذه الكلمات اختزلت فلسفتها للحياة قبل أن تستمر في الحديث عن الحملات التي تقوم بها لدعم الأبحاث المتعلقة بالايدز ودعم المصابين به.
لما شاركت في هذه الحملات لم تعبأ لمن رهبوها من التجربة ولكنها لم تستسلم لكل الضغوطات ولبت نداء الإنسانية النابع من داخلها وأسهمت في تغيير حياة الكثيرين وهي القادرة على خلط أوراق الموت وإعادة ترتيبها لتتوشح بالحياة من جديد.