إثر عرض فيلمه "أشكال" في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، التقت رياليتي أون لاين المخرج يوسف الشابي الذي تحدث عن اللحظة التي تفجرت معها ملامح الفيلم.
عن هذه اللحظة قال الشابي، في حديث مصور، إن فكرة المدينة الحديثة في "حدائق قرطاج" صدمته، مشيرا إلى أن المدينة الفارغة والبنايات التي تنظر إلى الناس، كل هذه الأجواء غير الموجودة في مكان آخر ألهمته.
وعن المكان وأهميته في الفيلم، بين أنه منذ البداية كان من المهم أن يكون المكان شخصية من شخصيات الفيلم، بل الشخصية الأساسية، مضيفا " ما نشعر به في المكان أنه لم يعد يحتاج إلى إنسان، هو يبني نفسه، وخصوصيته المعمارية تخلق جمالية من خلال المباني غير المكتملة.
وفيما يخص رمزية النار، أشار إلى أنها قريبة من المدينة على اعتبار أنها كانت حلم النظام السابق قبل أن تقوم الثورة وتوقف النار بناء المدينة حيث ينشأ حوار بين النار والخطوط الهندسية.
أما عن محاكاة الفيلم لواقع تونس والإحالة إلى الثورة، فقال "بصراحة لم أرد أن أصنع فيلما عن الثورة أو فيلما سياسيا، الفيلم يستعير عناصر من الواقع الراهن لتونس ويحاول أن بنظر إليه من زاوية أخرى غير مقيدة بالواقع".
في سياق متصل، أشار إلى أن الفيلم يروي إحساسا بغض النظر عن القراءة السياسية ويهدف إلى تمرير هذا الإحساس، مضيفا " في تونس هناك أماكن يجب أن نبتعد فيها عن الواقع لنفهمها.
وبالنسبة لشخصيات الفيلم التي تحاكي المكان في غموضها، أشار إلى أنه يعود دائما إلى المكان الذي يمثل شخصية أساسية في الفيلم إذ يحاول أن يرسم المدينة عبر الشخصيات وهو ما يفسر أنه لم يخض في خلفياتها.
وعن ترك مساحة للمشاهد ليكون جزءا من الأحداث، قال " السينما بنظري إحساس قبل الفهم، لقد تركنا مكانا للمشاهد حتى يسكن الفيلم فإذا دللته على كل الاتجاهات يصبح الأمر بلا معنى.. في الأفلام لست مجبرا على الفهم أنت مدعو لتحس وتكتشف".