ما ضرّ رئيس الجمهورية لو اعترف بالفشل بعد فضيحة الانتخابات التشريعية التي أسقطت ورقة التوت عن عورة مسار 25 جويلية؟
ما ضرّه لو نزل من عليائه وتأمل الواقع من حوله وأقام مراجعات في تمشيه الذي لن يؤتي أكله مادام يغمض عينيه عن الحقائق؟
ما ضرّه لو سكت إذا منعته نرجسيته من الإقرار بالعثرات المتتالية لمساره من الاستشارة الوطنية إلى الاستفتاء فالانتخابات وسط حالة من السأم في صفوف المواطنين الذين أضناهم البحث عن المواد الغذائية؟
بعد صمت لم يدم طويلا، نطق رئيس الجمهورية بما يختلج في صدره بخصوص الانتخابات بكلمات غير مرتبة تحاكي الألفاظ المنطوقة في أوج الشجار تتلقف بعضها لكنك لا تفهم المغزى من قولها.
وكعادته يتحدث عن أولئك الذين يتمنى الكل أن يأتي يوم ويذكرهم وينزع عنهم صفة الأشباح وعن ردود فعلهم من نسب المشاركة، وكأن إبداء الرأي في نسبة تصويت صار تهمة أو إثما.
ثم ما معنى أن يصادر رئيس الجمهورية حق البعض في إبداء رأيهم في نسب التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات بدعوى أن هناك دورة ثانية والحال أن الدورة الأولى أفضت قطعا إلى انتخاب نواب ضمنوا مقاعدهم في الدور الثاني.
يبدو أن المنطق لا يملك إلا أن يموت على إيقاع كلمات رئيس الجمهورية الذي لم يكتب بالقول أن نسبة المشاركة لا تقاس بدور واحد إنما بدورين ليقفز للحديث عن "جهات لا دأب لها إلا التشكيك".
ودون أي رابط منطقي يتحدث عن " تورط البعض في قضايا لا تزال جارية أمام المحاكم" ليعود إلى الدورة الأولى من الانتخابات ويشبه الحديث عنها بالإعلان عن نتيجة مقابلة رياضية عند انتهاء شوطها الأول.
من المعجم الرياضي يستعير التسلل ويتحدث عن "المتورطين في قضايا عمالة وفساد"، ومن "لم يفز في الانتخابات الماضية إلا ببضع عشرات من الأصوات أو ببقية باقية منها نتيجة لطريقة الاقتراع التي كانت معتمدة"، ليساوي بين العميل والحاسد ومن تحصل على أصوات قليلة في الانتخابات.
ليس ذلك فحسب بل إنه يؤتي فعلا أثار غضبه ليخرج علينا بهذا التصريح الذي يحمل بين سطوره مفردات الهروب إلى الأمام في حالة نكران قد تزيد الأوضاع تأزما، فهو يعيّر المرشحين بالأصوات القليلة التي تحصلوا عليها.
فما ضره لو سكت إذا ما خانته شجاعة الاعتراف بالفشل!؟!؟!؟