بعد ما يزيد عن الخمسة أشهر مايزال حراك أهالي جرجيس متواصلا ومطالبه الأهالي عالقة وسط بصيص من الأمل تشكل مع قرار رئيس الجمهورية القاضية بإقالة عدد من الإطارات الأمنية بجرجيس ومدير حرس الحدود.
فاجعة جرجيس المعروفة بحادثة 18/18 في إحالة إلى عدد المهاجرين وتاريخ هجرتهم، شابتها عديد التفاصيل التي تنذر بأن الأمر ينطوي على جريمة لا بد لها أن تنكشف عاجلا أو آجلا.
مغالطات كثيرة من السلطات المحلية والهوية أربكت أهالي الضحايا والبحارة الذين خرجوا للبحث عن المفقودين وآثار على الجثث تطرح تساؤلات عديدة ومحاولات لإخفاء الجثث.
عن كل هذا المغالطات تحدث كل من رئيس جمعية البحار شمس الدين بوراسين والناشط علي كنيس في ندوة صحفية بمقر للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
شبهة جريمة..
في حديثه عن فاجعة جرجيس قال رئيس جمعية البحار شمس الدين بوراسين إن عديد المغالطات شابت الملف خاصة في علاقة بالمعلومات التي قدمها المعتمد السابق للجهة الذي تحدث عن كون المفقودين موجودين لدى الجهة الليبية.
وتأتي هذه المعلومات، وفق بوراسين، إثر العثور على جثث على بعد أمتار من ميناء الصيد البحري إثر خرجة ضمت 58 مركبا كبيرا و60 مركب صيد ترفيهي، لمنطقة التفاوض مع الليبيين قبل العثور على جثة ملاك الوريمي.
ومع العثور على جثة الوريمي تم التفطن إلى دفن الجثث التي تم العثور عليها سابقا في مقبرة الغرباء دون تحليل جيني إلى جانب طريقة الجثث والآثار الموجودة عليها تغززت فكرة وجود جريمة، وفق بوراس.
وفي سياق متصل، قال "تأكدنا من وجود جريمة تحت عين الدولة و"بزنس" للهجرة" وسط تخلّ كلي للدولة ساهم في تأجيج الأوضاع" ، معتبرا أن إقالة إطارات أمنية بجرجيس ومدير عام حرس الحدود دليل على تقدم ملف القضية.
كما لفت إلى التضامن الاجتماعي بين أهالي جرجيس في الداخل والخارج لتغطية بعض من تكلفة الخرجات البحرية الباهظة، مستغربا من الخطابات التي تحاول تشويه حراك جرجيس.
المحاسبة وكشف الحقيقة..
وعلى غرار رئيس جمعية البحار شمس الدين بوراسين أكد الناشط علي كنيس مواصلة الحراك في جرجيس والمالية بالمحاسبة وكشف الحقيقة كاملة.
في سياق متصل اعتبر أن كا حصل جريمة تركتها الآثار الموجودة على الجثث من ذلك الأسنان المكسورة إلى جانب الدفن دون تصريح ودون إعلام العائلات في محاولة لطمس الجريمة، على حد تعبيره.
وعن المغالطات التي شابت هذه الفاجعة قال إن تصريحات المعتمد أضاعت الكثير من الوقت في البحث عن المفقودين، مطالبا بمعرفة مصير بقية المفقودين وحل لغز حديقة الغرباء حيث يتم إخفاء الجثث بطريقة مشبوهة.
ومن بين المطالب، أيضا، رفع الغطاء السياسي والأمني عن المتسببين في هذه الفاجعة وكشف حقيقة ما وقع ليلة 21 سبتمبر، وفق كنيس الذي أكد استمرار الحراك السلمي في جرجيس دون أي توظيف سياسي.