قال رئيس الجمهورية قيس سعيد في لقائه برئيسة الحكومة نجلاء بودن " نحن قادرون على وضع الوصفات الطبية أي الاقتصادية والاجتماعية التي تستجيب لمطالب شعبنا".
ولكنه لم يقل في موشحه الأخير إنه لا يرضى بديلا عن وصفاته التي لا يعلم تركيبتها إلاه، ولا يوارب باب التجديد في التركيبة بإضافة عنصر تجود به قريحة أخرى غير قريحته.
ولم يقل أيضا إن الوضع اليوم لم يعد في حاجة إلى وصفات طبية بل إلى عمليات جراحية لاستئصال الأورام التي تنامت في جسد الدولة وامتدت في خلاياها ومسامها.
وقال سعيد " الحل ليس في مزيد تفقير الشعوب ولا في الخضوع إلى الإملاءات.. وإن كانوا يريدون تقديم العون فليعيدوا إلينا أموالنا المنهوبة..".
ولم يقل إن تونس صارت رهينة للجهات المانحة وسط غياب أي استراتيجية لدعم مواردها وإنقاذ ما تبقى من اقتصادها وسط تراجع دور الدبلوماسية التونسية في أشكالها المختلفة.
وقال '' اليوم يتحدثون عن حرية القلم، فهل تم حجب صحيفة واحدة أو منع برنامج واحد.. وهل تمت ملاحقة أي صحفي من أجل عمل يتعلق بحرية الصحافة؟".
ولم يقل إنه أرسى سياسة تعتيم إعلامية منذ توليه الرئاسة بسبب غياب ناطق رسمي يستقي منه الصحفيون المعلومة حينما يشتد اللغط وتتغلغل الإشاعة وإنه باختصار لا يعبأ بحق الصحفيين في المعلومة أذ تكفيه صفحة الرئاسة منصة بديلة.
وقال '' لسنا تحت الاستعمار أو الحماية.. نحن دولة مستقلة ذات سيادة ونعلم جيدا ما نقوم في ظل احترام كامل للقانون وستأتي الحقائق مزلزلة مدوية حتى يعرف الشعب ما يدبر له وما دبّر له في السنوات والعقود الماضية..''
ولم يقل متى ستأتي هذه الحقائق وكيف ستطل من وسط مستنقع المغالطات والإشاعات والتجاوزات والإخلالات. ولم يقل إن القانون صار هوايته المفضلة التي يشكل منها ما يريد…