"زينة" أغنية تراثية صدحت بها حنجرة الفنان عبد الرحمان الشيخاوي في أكثر من مناسبة وفيها يتغزل العاشق بمعشوقته ويدعوها إلى الوصال على طريقته.
هذه الأغنية شدت إليها الفنانة آمنة الجزيري التي لفتت إليها الانظار في عرض الحضرة بصوتها الأوبرالي الذي يكاد يعانق السماء، وأعادتها بطريقة جعلت منها لوحة صوتية وبصرية.
كلمات الأغنية تحيل إلى السياق المجتمعي الذي وردت فيه، مجتمع محافظ موغل في الذكورية تحمل فيه الحروف قراءتين أولى تتغنى بجسد امرأة وثانية ترمي إلى اللقاء والوصال.
هذه الأغنية التي تطاير عنها الغبار مع "المنسيات" اتخذت منحى آخر في الكليب الذي أخرجته فاتن الجزيري والذي لم يخل من نظرة نسوية تجعل من أنقاض الذكورية ركحا تصبح فيه حنجرة أميرة الجزيري بالحرية.
وكان لأميرة من اسمها نصيب في هذا العمل الفني الذي يتسم بالجرأة والذكاء إذ وشح الأغنية التراثية التي تتردد غالبا في الشمال الغربي ببعد كوني تربعت فيه على عروش مختلفة.
وحينما تصغي إلى صوتها وتتوه في تقسيمها للجمل الموسيقية تسافر في الزمان والمكان على إيقاع خطواتها القوية ونظراتها الملهمة وإحساسها العميق وأزيائها المستلهمة من حضارات مختلفة.
الأزياء والديكورات والإكسسوارات من بين نقاط القوة في هذا العمل إذ تنهل من ثقافات مختلفة وتعتمد على ثراء الألوان التي كست العمل بمزيج من الحماسة والحرية والقوة والأنوثة الصاخبة.
الثراء لم يقتصر على الألوان فحسب بل على التلوينات الموسيقية أيضا إذ تتماهى بعض نغمات الشاوية والسطمبالي وبعض الأنماط الغربيةدون أن يغطي أحدها على الآخر ودون أن تفقد الأغنية طابعها التراثي.
نصر الدين شبلي، بلحسن ميهوب، هادي فاهم، أكرم غضاب، صحبي مصطفى، جهاد غريبي، نبيل الورغي، عازفون بخلفيات متنوعة اجتمعوا في إعادة زينة وخلقوا توليفة موسيقية انصهرت مع جمالية مكان التصوير فخلفت لوحة تسُرّ الأذن والعين…