"الجنوب يا كبدي" نصوص للكاتب محمد بالطيب جمعها وصاغها وقدمها الكاتب بسام بونني في تجربة إنسانية وأدبية ومعاني أخرى للصداقة التي تجمع بينهما ونفضت غبار الواقع الافتراضي عن كتابات ترسم ملامح اليومي في الجنوب الشرقي.
محمد بالطيب الكاتب الساخر ذو الحس الفكاهي والإنسان الذي ينظر إلى الأشياء من زوايا مختلفة بعمق الفلاسفة وبساطة الأطفال لم يكن ليبادر بنشر نصوصه لولا بسام بونني الذي دفعه دفعا إلى عالم النشر .
وبقدر قدرته على تحليل المواقف وتفكيكها وعلى تشريح اليومي وإعادة تركيبه وفق خط "تنبيري" لا يجيده غيره، يبدو خجولا وهو يتحدث عن كتابه الأول الذي بعث فيه صديقه الحياة في مفاجأة ستظل وشما لا يمحى في مسيرته.
وبعيدا عن مضمون الكتاب الذي يروي فيه حكايات عن الجنوب بأبعاد مختلفة وبأسلوب ناقد وساخر يكسر على أعتابه الأحكام المسبقة والصور النمطية التي عششت في بعض الأذهان، فإن ولادة هذا الكتاب تدفع إلى إعادة التفكير في الكتابة وفي علاقة الفرد بالمكان والزمان وبالأشخاص من حوله.
ليس من السهل أن يجازف صديق برمي صديقه الخجول في عوالم القراء في كنف السرية، وأن ينجح في أن يخفي الأمر حتى طباعة الكتاب الذي لم يطلع عليه صاحب الكلمات الأولى فيه إلا بعد أسبوع من توقيعه في معرض الكتاب.
كما شخصية محمد بالطيب الكتومة والطريفة دارت "مؤامرة" أصدقائه وعلى رأسهم بسام بونني لنشر الكتاب في كنف الكتمان وشابتها عديد الطرائف على شاكلة تلك التي يخطها في كلمات مغرية في تدويناته التي تتمايز عن غيرها في فضاء فايسبوك.
من عالم الإعلامية إلى عالم الإعلام والعلوم الاجتماعية وخاصة منها الأنتروبولوجيا يرسم محمد بالطيب سبلا مختلفة جعلت كتاباته مطرزة بتجارب مختلفة تدعمت بتجربة نشر كتاباته إلى العموم.
هذه الكتابات ظلت طريقها إلى جداره الفايسبوكي قبل أن يلتقطها بسام بونني ويجمعنا وفق خيط ناظم مفتاحه "الجنوب يا كبدي" هذه التعبيرة التي تحمل في طياتها حكايات كثيرة تماما كما الكتاب الذي صارت عنوانا له.
وهذه التجربة لم تكن لترى النور لولا دار نيرفانا للنشر التي آمنت بموهبة محمد بالطيب في نظم الكلمات وبقيمة الصداقة التي كانت دافعا لخطوة ملهمة تصور وجها باسما للحياة .
والمتأمل في رحلة نشر الكتاب، تستوقفه تفاصيل كثيرة وقصص عن البيئة التي ينشأ فيها الفرد وتأثيرها فيه وفي كتاباته وعن العلاقات الإنسانية تتجلى في لقاءات تقديم الكتاب وتوقيعها وآخرها مساء اليوم بمكتبة الكتاب حيث تبدت "كبد الجنوب" في كل التفاصيل.