دورة أخرى من أيام قرطاج الكوريغرافية تأتي لتعلي راية الخطوة وترسخ الرقص كفكرة مفعمة بالحياة عصية على الموت، دورة خامسة من المهرجان الذي ما انفك يلفت إليه الأنظار بفلسفته الموشحة بحكايا الأجساد.
وفلسفة الدورة الخامسة تقوم على الوصل والتواصل ونقل الكوريغرافيا من حيز إلى آخر في ترجمة لدور الرقص في التوثيق والتأريخ وتخليد لحظات ومواقف قد تعجز الحروف أو النوتات عن وصفها.
إلى جانب فكرة الجمع بين أجيال مختلفة وثقافات مختلفة، يسعى القائمون على المهرجان إلى إخراج الرقص من إطار معين جعله رهين المناسباتية أو النخبوية لتزين العروض شارع الحبيب بورقيبة وتستقطب الجمهور مجانا.
علاقة الرقص بالفنون الأخرى ستتجسد في أنشطة المهرجان من خلال حضور الموسيقى والرقص والسيرك عبر عروض تونسية وأخرى أجنبية تراوح بين الكلاسيكي والحديث.
وشعار القطع مع المركزية يتجلى في هذه الدورة من خلال تخصيص عروض في الموقع الأثري بالفحص "توبربو ماجوس" في تجربة نموذجية من المنتظر أن يقع تعميمها في الدورات القادمة.
والاكتفاء بجهة وحيدة يعود إلى صعوبات لوجستية ومادية وسط ميزانية تقدر بـ800 الف دينار كانت لتكون عقبة أمام طموحات الهيئة المديرة لولا الركون إلى صبغ أخرى للتعاون والدعم مع مؤسسات وطنية ودولية.
وفيما يخص عروض المهرجان من المنتظر أن تحتضن الأركاح المختلفة 27 عرضا من بينها 17 عرضا تونسيا فيها تجارب فنية أولى سيتابعها 179 ضيفا محترفين.
وإلى جانب العروض سيكون المتابعون لمشهد الكوريغرافيا في تونس على موعد مع موائد مستديرة ورشات مع راقصات وراقصين محترفين بالإضافة إلى الخوض في النقد الفني وخاصة في مجال الرقص.