الوصل، الكلمة المفتاح في الدورة الخامسة لأيام قرطاج الكوريغرافية التي مدت الجسور بين أجيال مختلفة ومدارس متنوعة وجعلت الجسد الراقص همزة وصل بين أكثر من فن.
ولا يمكن الحديث عن الوصل دون تأريخ وتوثيق ودون عرفان واعتراف بفضل أشخاص قدموا الكثير للمشهد الكوريغرافي في تونس وتركوا بصمة وأثرا لا يمحيان إنسانيا ومهنيا.
وعلى أعتاب الوصل والتواصل، وقف مدير الدورة الخامسة للمهرجان سليم بن صفيّة وغازل خانة الذكريات في المدونة الكوريغرافية وهو يصدح باسم الصحفية والكاتبة ومرافقة عديد الراقصات والراقصين حورية عبد الكافي.
مشهد مؤثر قطع مع الطابع الرسمي الجاف الذي غرقت فيه اغلب افتتاحات المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية في حركة تزينت بالعفوية والتلقائية حينما علت الدهشة محيا حورية عبد الكافي وهي تسمع اسمها.
سيل من التصفيق علا في قاعة الجهات بمدينة الثقافة واشرأبت كل الأعناق إلى المرأة التي قدمت الكثير للكوريغرافيا واتجهت نحوها الأعين لتلمح أثر الفرح في عينيها دموعا حاولت أن تقطع عليها الطريق لكنها انهمرت تفاعلا مع لحظة صادقة مفعمة بالعرفان.
في مقعدها حيث تجلس بين الحاضرين في حفل افتتاح أيام قرطاج الكوريغرافية وقفت لتستقبل باقة من الورود وابتسامات الكل تعانق وجهها المحمل بنشوة المفاجأة التي لاقت صدى حسنا.
وفي تصريح رياليتي أون لاين لم تخف حورية عبد الكافي التي تطرز تفاصيل حياتها بالفن والإنسانية تأثرها وتفاجئها بتكريمها دون علم مسبق منها وهو ما جعلها تشعر بالنشوة والفرح.
كما تحدثت المرأة التي لم يثنها تراكم السنون عن العطاء في مجال الفن أفكارا وكتابة ونصائح عن مرافقتها للراقصين والراقصات على امتداد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن انطلاقا من البالي الوطني في الحلفاوين مرورا بمجموعات سهام بالخوجة وغيرها.
في سياق متصل لفتت إلى الطاقة التي تستمدها من الشباب الراقص والحماية التي تسري فيها كلما رافقتهم وانغمست في ثنايا مواهبهم وهواجسهم ومشاكلهم النابعة من اليومي المعيش.
وفي ما يتعلق بمرافقتها للراقصات والراقصين اعتبرت أن الرقص لا يتعلق بالجسد فحسب بل إنه يمتد إلى الفكر فوراء كل حركة عالم يتجلى فيه تاريخ الرقص والأدب وغيرهما، مشيرة إلى أنها تشحنهم فكريا وتسندهم في خطواتهم الأولى.
كما اعتبرت أن تجربة المرافقة تجربة رائعة إنسانيا يخضع فيها الحب والعطاء لقاعدة التبادل، داعية من أحيلوا إلى التقاعد إلى مشاركة تجاربهم مع الشباب.