على هامش الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الإذاعة والتلفزيون تشكلت ملامح الدورة الأولى للمنتدى العربي للإعلام السياحي بتنظيم من وزارة السياحة وإشراف رئيسة الحكومة نجلاء بودن.
ويهدف المنتدى إلى إبراز دور الإعلام عموما والإعلام السياحي بصفة خاصة في تطوير صناعة السياحة والترويج للوجهات السياحية ورفع الوعي السياحي بين الشعوب العربية.
ويمثل مناسبة لتبادل التجارب والخبرات وتقديم مقترحات لتطوير الإنتاج الإعلامي الذي يروج للسياحة العربية البينية في إطار شراكة بين المنظمة العربية للسياحة واتحاد إذاعات الدول العربية ووزارة السياحة.
كما يؤسس المنتدى الذي يأتي تنفيذا للاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في أفق 2035، لمرحلة من التعاون للترويج لصورة تونس السياحية والحضارية وتعزيز للسياحة العربية البينية.
وفي هذا السياق قال وزير السياحة محمد المعز بلحسين "في تونس نولي العمل العربي المشترك في الاقتصاد والسياحة خصوصا أهمية من أجل تحقيق اندماج اقتصادي عربي"، مشيرا إلى أن هناك التزاما دائما بالخيارات الاستراتيجية للنهوض بالسياحة العربية تحت لواء المجلس الوزاري العربي للسياحة والمنظمة العربية للسياحة.
وتحدث بلحسين عن تنفيذ استراتيجية السياحة العربية وتشجيع الاستثمار المشترك في المشاريع السياحية المجددة ودعم الحركة السياحية العربية البينية ورفع العوائق التي تحد من تدفق السياح ببن الدول العربية.
كما أكد ضرورة توحيد الجهود في مواجهة الصعوبات والتحديات على غرار إجراءات التأشيرات والعبور في المنافذ الحدودية وتطوير خطط سياحية مشتركة بهدف التكامل السياحي العربي.
ولفت إلى أن السياحة في تونس قطاع استراتيجي في صدارة اهتمام الدولة تسعى خلاله إلى تحقيق العدالة والتنمية المستدامة، مؤكدا الحاجة إلى بعث إعلام متخصص يجمع بين التكوين الاكاديمي والمعرفة المفصلة بالسياحة.
ومن جهته أشار رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر بن فهد آل فهيد إلى تأثير جائحة كورونا على صناعة السياحة وإلى الخسائر الفادحة في المنطقة العربية، مؤكدا أن نسبة تعافي القطاع في المنطقة بلغت نسبة مائة بالمائة.
وأضاف أن الإعلام شريك أساسي لإبراز مقومات الصورة الحقيقية للمقومات السياحية، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية قيس سعيد أكد دعم العمل العربي المشترك في المجال السياحي.
وتابع بالقول " لنا خطط وبرامج ستنطلق مع وزارة السياحة التونسية والاعلام له مسؤولية كبرى لذلك لا بد من شراكة حقيقية بينه وبين السياحة".
أما الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال أحمد رشيد خطابي فأشار إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتدعيم السياحة البينية وسط الانسجام مع توصيات جامعة الدول العربية.
كما تحدث الخطابي عن ضرورة تنويع الأسواق السياحية، معتبرا أن المناطق العربية أقل جذبا للسياح رغم ثرائها وأن السياحة البينية تظل متواضعة لاعتبارات متعددة من بينها هشاشة الأوضاع السياسية والامنية واستمرار العوائق التي تحول دون تنقل الأشخاص وتداعيات كوفيد.
وأكد ضرورة إرساء خطط استراتيجية تتلاءم مع التنمية المستدامة وتراعي المقدرة الشرائية للمواطن العربي، مشددا على وضع حملات تسويقية ناجعة وتكريس دور وسائل الاعلام في انجاخ مبادرات دائمة في هذا السياق.
في المقابل تحدث رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية محمد بن فهد الحارثي عن مسؤولية الإعلام في صناعة السياحة وتعزيزها وعن دوره في نقل صورة حقيقية.
كما أشار إلى وجود خط فاصل بين الدعاية والتسويق والإعلام والمحتوى، مؤكدا ضرورة إقامة الفرق بين عناصرها لتجنب الوقوع في التزييف والمبالغة.
كما اعتبر أن المبالغة في نقل الصورة يمكن أن تنعكس سلبا على الواقع السياحي، الأمر الذي يتطلب الدقةفي التعاطي مع المواضيع السياحية لإيصال الصورة كما هي.
ومن جهته تطرق رئيس المنظمة العالمية للصحفيين وكتاب السياحة التيجاني حداد عن تاريخ الصحافة السياحية في العالم ومراحل تطورها وعن ابن بطوطة وماركو بولو والكتابة عن الرحلة بما تتضمنه من سياحة.
وأشار التيجاني إلى وجود ضعف وقلة في علاقة بالإعلام السياحي المكتوب، ملاحظا أن تونس والمغرب هما البلدن العربيان اللذان بادرا بنشر مجلات تعنى بالشأن السياحي.
وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن السياحة دون معرفة ببعص المؤسسات على غرار منظمة الطيران المدني والجامعة العالمية لوكالات الأسفار والجامعة العربية للنزل والمنظمة العربية للسياحة ومؤسسة البحر الأبيض المتوسط للسياحة والفيدرالية العالمية للصحفيين وكتاب السياحة.
كما شهدت الدورة الأولى للمنتدى العربي للإعلام السياحي مداخلات تطرقت إلى دور قطاع الاعلام والاتصال في تطوير السياحة البينية العربية (الأستاذ بمعهد الصحافة محمد قنطارة) وتوصيات قبيل مواكبة التطور في علاقة بالمنتج السياحي وبعث منصة عربية للبث الرقمي السياحي والترويج للمقاصد السياحية (الأمين العام المساعد بالمنظمة العربية للسياحة وليد علي الحناوي).
وإن تحسب مبادرة المنتدى لوزارة السياحة على اعتبار أهمية الإعلام في نقل صورة حقيقة عن تونس ومواقعها الأثرية والطبيعة وتراثها وموروثها إلا أنها لم تخرج في دورتها الأولى من جبة النظري.
وإلى أن تتم ترجمة التوجهات والتوصيات التي تضمنتها الندوة إلى دورات تدريبية وورشات تنعكس على المنتوج الإعلامي ذي الطابع السياحي تستمد هذه الندوة أهميتها من إلقاء الضوء على اختصاص شبه نادر في قطاع الإعلام باستثناء بعض المبادرات الفردية.