“انتظرت تفاعلا من الجمهور التونسي.. لكن هذا ليس تفاعلا، هذا حب.. تونس في القمة” كلمات عبرت بها الفنانة الجزائرية الكندية “زاهو” عما يختلح بصدرها في عرضها على ركح مهرجان الحمامات الدولي.
عرض “زاهو” كان موشحا بالفن والحب، الفن من أجل الفن وهو ما يتجلى في النهج الذي سارت فيه الفنانة التي تجمع بين الغناء والكتابة والتلحين والتمثيل والحب التي تبدى على الركح في حركاتها وتعابير وجهها والغزل المتبادل بينها وبين الجمهور.
الفنانة التي صرخت صرختها الأولى في الجزائر وآوت في قلبها موسيقى الراي والموسيقى العربية عموما انتقلت وعائلتها للعيش في كندا في سن الثامنة عشر وهناك بدأت تتحسس طريقها إلى عوالم الفن.
لم تستسهل طريق الفن وبذلت من روحها وطاقتها الكثير للتعلم. ولأنها تشبثت بالفن بكل ما أوتيت من رغبة وإرادة منحها القدر فرصة للقاء إيدير ومن هناك كانت ولادة فرصة “ديو” مع الفنان الجزائري القبائلي “إيدير ” من كلماتها.
انطلاقا من تجاربها وهواجسها والمواقف التي تواجهها تكتب “زاهو” بشاعرية وأحاسيس فياضة تجعل المستمع إلى كلماتها يتمثل نفسه فيها، الأمر الي مكنها من تحقيق قاعدة جماهيرية من كل العالم ومن مختلف الأعمار.
عائلات في أجيالها الثلاثة حضرت عرضها الذي كان مشحونا بطاقة سرت في كل أرجاء مسرح الحمامات وتسربت إلى الجمهور الذي لم يهدأ على امتداد ما يقارب الساعتين وهو يردد كلمات أغانيها ويرقص على إيقاع موسيقاها التي لا تعترف بالحدود.
حالة من الحب تجلت بين “زاهو” وجمهور الحمامات حتى أنها استغرقت بعض الثواني واجمة لتستوعب حماسته وحرارة استقبالها قبل أن تختال على الركح كفراشة تنتقل بخفة بين الأزهار.
مرونة وانسيابية وتلقائية تجلت على الركح الذي وشحته بطاقة تستوعب كل إيقاعات العالم، الموسيقى الغربية والموسيقى الإفريقية والموسيقى العربية وموسيقى الراي لتخلق مساحة كونية تتحدث الشغف والمحبة.
إلى جانب صوتها الذي يلامس شغاف الروح، تتقن “زاهو” لعبة التحكم في مفاصل الركح، تغازل الجمهور من كل الجنبات، وتجيد مداعبته بروحها المرحة وتحتفي به على طريقتها إذ قدمت أغانيَ من ألبومها الجديد تعزف لأول مرة على الركح.
حواراتها المقتضبة مع الجمهور، تعبيرها عن حبه وحب تونس على طريقتها، رقصاتها المختلفة، دعاباتها الخفبفة، تفاصيل تحيل إلى عشق “زاهو” للفن والركح وإلى ارتفاعها من محبة المعجبين الذين أبهروها، وفق قولها.
وفي ذروة التماهي بينها وبين الجمهور دعت فتيات إلى الركح وغنت، معهن ورقصت وسط سيل من الحب والهتافات والتصفيق. ولأنها تحب فنها وتحترم جمهورها خصصت وقتا لالتقاط الصور معه ليملؤوا أرجاء المركز الثقافي الدولي بالحمامات فرحا…