أشير بداية إلى أن الدافع إلى اقتراح هذا الرأي الحادثة المضحكة-المبكية التالية التي عشتها هذا الصباح:
زكمت أنفي أكوام القمامة بأحد الأنهج في “مونبليزير” العاصمة. ولما غيرت وجهتي إلى الجانب الآخر من النهج وجدتني وجها لوجه مع خمسة (حاشا عينيكم) خمسة كلاب الأمر الذي اضطرني إلى العودة إلى الجهة الأخرى مترنما:
اخْ…… أخْ….ــأخْ……
مــا الـــذي أفــعــــلُ
يا طــاسة مــخّـــي
بين كلبٍ ووسخْ؟؟؟
ـ ـ ـ
إضراب عمال النظافة إضراب غبي وانتحاري في نظري للسببين التاليين:
هو إضراب غبي لأن القمامة التي لا يرفعها عمال النظافة اليوم “نظيفة” هم -ولا أحد غيرهم- سيرفعونها غدا “نتنة” (حاشاكم).. والعمل الذي يتطلب منهم اليوم ساعة مثلا سيتطلب منهم غدا ساعتين.. وفي ظروف قاسية من حيث الروائح على الأقل..
وهو إضراب انتحاري لأن الإقدام عليه عن وعي بما كنت بصدده ضرب من الانتحار.. فأنا
أتساءل: المارّ لا يستطيع تحمل الروائح الكريهة في الثواني القليلة التي يمر فيها بحاويات
القمامة.. فكيف يتحمل العمال ذلك طيلة ساعات؟؟؟
أنا لا ألوم العمال بل نقابتهم التي يفترض أنها تفكر أكثر من مرة قبل إقرار إضراب ما.. هذا إذا افترضنا أن الإضراب عن العمل هو وسيلة الاحتجاج المناسبة للعمال البلديين..
أخير أهدي هذا المقطع من قصيد الشاعر الراحل مصطفى غزوز إلى كل عمال النظافة، قصيد كثيرا ما كنت أعتمده في مادة المحفوظات:
تحيّة خـــــــــالصة يا عامل القــــــمامه
فأنت خيــــر عامل يستوجب احــــترامه
في الصبح و المساء و الصيف و الشتاء
تطوف في الأحياء في ثغرك ابـتـسـامه ..