نظمت مساء السبت 18 نوفمبر جمعية علوم وتراث بالقلعة الكبرى لقاء ضم مجموعة من الشعراء جاؤوا من مختلف المدن المجاورة للاحتفاء بالمقاومة الفلسطينية في غزة التي تتعرض لأبشع عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية في ظل صمت عربي رسمي مخز ومهين.
تحت عنوان “فلسطين بأقلام الشعراء وريشة الفنانين التشكيليين” انطلق هذا اللقاء بزيارة للمعرض الجماعي المنتظم ببهو دار الثقافة بالقلعة الكبرى والمخصص لدعم القضية الفلسطينية. ويتضمّن هذا المعرض لوحات ورسومات مختلفة للفنان العالمي محمد الزواري ومنال عبودة وسنية خليفة بالحاج مبارك وربيعة بلطيفة ومصطفى بن أحمد الزواري (القلعة الكبرى) ومنية الشاهد (مساكن) ووفاء بورخيص وزهور الزردي (حمام سوسة) ويسر محمود شاشية (بني خلاد) بالإضافة إلى لوحة علم فلسطين وهي من انجاز نادي الأطفال بالجهة.
في هذا اللقاء الشعري، الذي أداره بكل اقتدار الدكتور توفيق بن عامر، شارك الحاضرون الشعراءَ ما يعتمل في أذهانهم وخواطرهم من مشاعر متدفّقة ومندفعة والرامية الى الذود عن القضية الأم وقضيّة كل عربي شريف، القضية الفلسطينية العادلة والخالدة.
“البارحة كان الألم أصغر من طفولتها
والليل المباغت يخلع عنها جسدها البالي
واختلط ريقها بدمها… بدمعها… بموتها…
البارحة تفتت منامتها
وحلقت عاليا مع عضات الوحش
يحقق حلم الطيران على جناح طائرة ورقية
كان الهلع أوسع من وعيها
حتى انها لم تحتضن لعبتها القطنية
بينما تمطرها الغارات بوابل من طيور كاسرة…”
طيور تجمعت حول غزة لتدق في صدرها اسفين الغدر والنذالة واجتمعت حولها الوحوش الضارية من الصهاينة والغربيين المتعطشين لدماء أبناء فلسطين، الأرض السليبة التي استباحها الأعداء وبمعيّة الجبناء من أبناء هذا الوطن العربي العليل فيقول الشاعر عمر دغرير :
“كمْ نهبوكِ
وكمْ قبروكِ
أمام عيون قريبة جدا
وأخرى بعيدهْ ..
انطلقتُ وحيدا ..
في هذا الزمان
وعبر المكان ..
وعبر معابر أغلقوها تباعا,
أجرجر جرحي بعيدا بعيدا ..
أفرّ بكِ منْ فتاوى القبيله ..
ومنْ خطب زُوقتْ في القصور الجديدة ..
ويمطرني الصمت بالكلمات العليلةْ..
ويسقط مني لساني شهيدا ..
وألطم وجهي..
وألطم أصلي ومجرى دمي ..
لأني أرى جسدي يطعن جسدي
على منبر المجلس الأممي ..
وأغدو أمام الجميع ذليلا
وأكتشف أنني القاتل…..
وأنتِ القتيلهْ..”.
وتجدر الاشارة الى ان هذا اللقاء قد تخللته مراوحات موسيقية ملتزمة أمّنها الفنان نبيل خليفة واكبها عدد هام من المثقفين والفنانين من أبناء الجهة. وستكون هذه التظاهرة مشفوعة بلقاء فكري عنوانه “الانتلجنسيا التونسية والقضية الفلسطينية”. وسيضم هذا اللقاء المبرمج الأسبوع القادم مجموعة من المداخلات حول القضية الفلسطينية يقدمها مفكرون وأدباء و رسامون ومبدعون من مختلف المجالات.