في الوقت الذي طال فيه الإلغاء بعض المهرجانات السينمائية في الدول العربية على خلفية الأوضاع التراجيدية في فلسطين ارتأت مؤسسة البحر الأحمر أن تحافظ على تاريخ انعقاد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
ومع موجة الإلغاءات والتأجيل مثل هذا المهرجان فرصة لصناع السينما والنقاد والصحفيين لمشاهدة أعمال عربية وعالمية يعرض بعضها للمرة الأولى في الدورة الثالثة التي تمتد من 30 نوفمبر 2023 إلى 9 ديسمبر.
وكما جرت العادة منذ دورته التأسيسية يحرص المهرجان على دعوة نجوم هوليود وبوليود والعالم العربي وغيره من الدول واستثمار ذلك فنيا وسياحيا من خلال الترويج للسينما السعودية وللسياحة فأغلب الأسماء المعروفة عالميا زارت جدة التاريخية.
130 فيلماً من 77 دولة بـ47 لغة، بينها 35 فيلماً “عرض أول” على مستوى العالم و60 فيلماً “عرض أول” على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا في انتظار جمهور الفن السابع في السعودية والذي يجيد القائمون على المهرجان مغازلته من خلال استضافة أحب صناع السينما إليه.
وإلى جانب الأفلام تمتد الفعاليات إلى الندوات والمحاضرات ورشات العمل التي تؤسس لعلاقة أخرى بين الجمهور وصناع السينما عبر التفاعل والتواصل والنقاشات والتكريمات التي شملت هذه الدورة الممثل السعودي عبد الله السدحان والممثلة الألمانية ديان كروجر والممثل الهندي رانفير سينغ.
“قصتك… بمهرجانك” شعار الدورة الثالثة التي تمثل فرصة للسينمائيين المبتدئين لتشبيك العلاقات مع المنتجين والبحث عن سبل للدعم وأيضا عرض أعمالهم الأولى ضمن فلسفة المهرجان التي تقوم غي جانب منها على اكتشاف المواهب.
وبعيدا عن زخم النجوم والاختيارات السينمائية اللافتة والتي تنم عن انتقاء جيد لمبرمجي الأفلام، من ببن هنات المهرجان الإمعان في الحديث باللغة الانجليزية في افتتاح المهرجان واختتامه منذ الدورة التأسيسية وصولا إلى الدورة الثالثة.
والأمر لا يحيل ضرورة إلى أي إشكال مع اللغة الانجليزية بقدر ما يتعلق بضرورة تحدث اللغة الرسمية للمملكة العربية السعودية بصفتها دولة عربية تحمل ذلك في تسميتها إذ من غير المنطقي أن تعم الانجليزية وكأن الأمر يتعلق بمهرجان في بلد أوروبي.
وإذا كان مبرر الحديث بالإنجليزية وجود الضيوف الأجانب فإنه كان من الممكن أن يتكفل أحد مقدمي الحفل، ابراهيم حجاج وريا ابي راشد، بالحديث باللغة العربية وأن يترجم الآخر إلى اللغة الانجليزية حتى يظل المهرجان ابن بيئته العربية.
فوسط سيل من الكلمات الانجليزية قد ترتطم صدفة بعبارات من قبيل “حياك الله”، “الحمد لله”، “إن شاء الله”، “السلام عليكم”، وغير ذلك وتيقى اللغة الانجليزية سيدة الموقف مع استثناء اللحظات التي تحدث فيها ابراهيم حجاج إلى عبد الله سدحان بالعربية.
وفي الوقت الذي اختار فيه العرب التحدث باللغة الإنجليزية في افتتاح مهرجان عربي حاول المخرج الأسترالي باز لورمان التحدث باللغة العربية قائلا “شكرا أصحابي”، الأمر الذي فعله من قبله الممثل الهندي شاروخان في الدورة الماضية.