“هجان”، فيلم سعودي للمخرج أبو بكر شوقي ينهل من تفاصيل البادية ومن سباقات الجِمال لرسم ملامح قصة تصور البيئة البدوية على سجيتها وتمرر رسائل مارقة عن الزمن تلامس المحبة والحرية واللصراعات الأزلية بين الخير والشر.
وهذا الفيلم الذي تتعدد فيه الجماليات كتابة وأداء وإخراجا، من إنتاج مشترك بين ثلاث دول هي السعودية ومصر والأردن ممثلة في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” (ماجد زهير السمان) وفيلم كلينك (محمد حفظي) و”إيماجيناريوم” (رولا نصار) .
في بيئة حقيقية لسباقات الهجن (سباقات الجمال) تدور مشاهد الفيلم الذي عرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بين منطقة رم (الأردن) وضبعة وتبوك (السعودية) وتستنطق الصحراء والجِمال وتخلق كيمياء ساحرة بين الممثلين والطبيعة بمختلف عناصرها.
وهذا السحر نابع في البدء من الكتابة التي جمعت مفرج المجفل وعمر شامة والمخرج ابو بكر شوقي وصولا إلى الإخراج الذي ظل فيه أبو بكر شوقي وغياب لنهجه الأول يوائم بين البيئة والوجوه ليناردو رسائله الكثيرة على حبال الجمالية.
جمالية الصورة تضاهيها جمالية الموسيقى التصويرية التي أوجدها الموسيقي التونسي أمين بوحافة ليترك في الفيلم بصمة أخرى ترسخ إبداعه وتمكنه من أدوات التأليف الموسيقي وقدرته على صياغة النوتات مهما اختلفت البيئات.
وفي “هجان” يخلق بوحافة حالة موسيقية مركبة فرعها ثابت في بيئة الهجن وأصلها يعانق السماء بتأليف معاصر يتجاوز المكان والزمان ويخلق للموروث أجنحة تحلق عاليا حيث يتطلع دائما.
وعن اختيار الفنان أمين بوحافة لصياغة الموسيقى التصويرية، قال المخرج أبو بكر شوقي “منذ البداية وقع الاختيار على أمين بوحافة لكونه من أحسن مؤلفي الموسيقى الموجودين في العالم وله خبرة واسعة في الأعمال العربية.
وأضاف شوقي، في رده، على سؤال رياليتي أون لاين بخصوص التعاون مع أمين بوحافة، ” موضوع الموسيقى التصويرية مستوحى من أغنية للهجن عرضتها على أمين بوحافة وفهم المطلوب.. والتعاون معه من أحسن التعاونات فهو بفهم في كل الأنماط الموسيقية واستثمر في أنماط ابنة بيئة الفيلم”.
وتابع بالقول ” لقد استخدم آلات موسيقية تقليدية من بيئة الهجن وصاغ الموسيقى استنادا إلى ثيماتها.. موسيقاه مستوحاة من الهجن وأغاني البادية بلمسته الخاصة”.
ويروي “هجان” قصة “مطر” وأخيه “غانم” اللذان يعيشان في صحراء منطقة تبوك (شمال غربي المملكة العربية السعودية)، قبل أن يحل حادث درامي قلب كل الموازين وألقى بالطفل “مطر” في ميدان سباق الهجن بدافع الانتقام.
والفيلم من بطولة عبد المحسن النمر، وعمر العطاوي، والشيماء طيب، وعزام النمر، وتولين بربود وإبراهيم الحساوي.