حميد السويدي مخرج إماراتي رسم لنفسه نهجا مختلفا يحاكي أسلوبه الفلسفي القائم على التساؤل والهروب والبحث عن زوايا أخرى للواقع من حوله، من فيلم “عبد الله” إلى “مسك” و”دلما” يواصل رواية الإنسان على طريقته.
وفي “دلما” يضع إمرأة في مواجهة السلطة الذكورية وعن هذا الاختيار يقول ” نحن في الخليج وفي العالم العربي مجتمعات رجالية،
إمرأة في عالم الرجال مثيرة للاهتمام بالنسبة لي.. شخصية “دانا” (هيرا محمود) اختزال للصدام ببن المرأة والرحل، هب عنيدة ومستقلة لذلك أثارت الخوف في الرجال من حولها وهذا واقعنا في النهاية.. والسينما مرآة المجتمع، ليست بروباغندا هي حقيقة”.
وعن اختيار التصوير في “دلما” التي أضفت بعدا شاعريا جماليا على الفيلم، قال “الإمارات بلد جميل ودلما جزيرة لها تاريخ والمناظر فيها رائعة.. نحن محظوظون بالتصوير فيها هي عبارة عن كبسولة زمن فيها نوستالجيا ونوع من الشجن”.
وأضاف “شخصيا صار عندي تشبع من المدن.. انا ابن المدينة ولدت وعشت فيها وطوال حياتي أبحث عن الريف، أريد أن أهرب إلى الطبيعة والبحر والجبل، أريد أن أهرب من البشر”.
وتابع بالقول ” أنا مليء بالتناقضات.. وهذه التناقضات ميزة جميلة في السينما.. والفيلم بالنسبة لي علاج.. فأنا ارى نفسي على الشاشة التي تتحول إلى مساحة نفسية.. وكلما مضى العمر تقل أجوبتي وتزداد أسئلتي”.
وعم مشاريعه القادمة قال إنه يعمل منذ أكثر من سنة على نص مشروع بعنوان “ليوم لا ريب فيه” ويروي فيه الفقد والفراق وتبعاتهما وتأثيرهما، مشيرا بأءلوب ساخر إلى تواصل رحلة البحث عن الدعم التي يمكن أن تكون هذه المرة من المريخ.
وفي علاقة بالدعم والتمويل تساؤل لماذا نبحث عن دعم من خارج الإمارات؟ مضيفا ”
الدعم المحلي بصناعة الأفلام منعدم في الإمارات ويدل على التناقض الذي نعيشه فمن ناحية تقدم العديد من التسهيلات لمن يريدون التصوير في الإمارات ولكن لا نتحثل نحن صناع الأفلام الإماراتيين على الدعم”
وأضاف ” الواقع أليم وصعب وهناك محاولات فردية لصناعة الأفلام لكن نتمنى أن يكون هناك دعم عن طريق وزارة الثقافة أو صندوق متخصص مثل ما هو الحال في قطر والسعودية فالفيلم جزء لا يتجزأ من الثقافة ويحتوي على فنون مختلفة ومن السهل أن تلتقطه عين الآخر المختلف.. محزن غياب الدعم والاهتمام بالسينما”.