تؤدي الممثلتان التونسيتان إشراق مطر ونور القروي دوري “غفران” و”رحمة” في فيلم “بنات ألفة” للمخرجة كوثر بن هنية الذي يروي قصة حقيقية لامرأة تونسية تدعى “ألفة” اقتحم التطرف بيتها واختطف منها بنتين.
الفيلم الذي يمثل تونس في القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار ضمن فئتي أفضل فيلم عالمي وأفضل فيلم وثائقي، وثائقي روائي اعتمدت فيه كوثر بن هنية على الممثلتين إشراق مطر ونور القروي لأداء مشاهد تصويرية للبنتين الغائبتين في مساحة يختلط فيها الذاتي بالموضوعي وتتنقل فيها الممثلتان بين تعبيراتهما وتعبيرات الشخصيات وهو ما يسري أيضا على الممثلة هند صبري والممثل مجد مستورة في تفاعلهما مع الشخصيات الحقيقية “ألفة” وبنتيها.
للحديث عن هذه التجربة التقت رياليتي أون لاين، على هامش مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، كلا من إشراق مطر ونور القمر اللتين أجمعتا على اختلاف هذه التجربة منذ الكاستينغ وصولا إلى التصوير وعلى أثر هذه التجربة فيهما على المستوى المهني والإنساني.
وعن التنقل بين شخصيتها وشخصية “غفران”، لم تخف إشراق مطر صعوبة هذا التمرين، مشيرة إلى أنه تم التدرب عليه من الكاستينغ حيث تطلب الأمر مشاهدة فيديوهات لرحمة وغفران في وضعيات مختلفة.
من بين هذه الوضعيات أحاديث للبنتين من السجن، تبحث من خلالها “إشراق” عن نقاط التشابه والاختلاف مع “غفران” لتتمكن من المرور بسلاسة بين الشخصيتين خاصة وأن ملامح الفيلم واضحة منذ البداية كما أنه يتطرق إلى مهنة الممثل والكواليس، وفق تعبيرها.
في سياق متصل، قالت إشراق مطر ” من الطبيعي أن نعطي رأينا الذاتي، كنا نشعر بالراحة وكان الأمر أشبه بتبادل التجارب فرغم الاختلافات والخلفيات والمتمايزة هناك نقاط التقاء وتشابه”.
من جهتها قالت نور القروي ” الكاستينغ كان صعبا بعض الشيء ومختلفا إذ يتطلب أن تحكي باسمك وباسم الشخصية وتعلق على أقوال الشخصية وقد بحثت عن النقاط المشتركة من أجل تسهيل ذلك.
كما أضافت ” في التصوير تجد نفسك وسط العائلة فتحاول أن تلتقط منهم بعض الأقوال والأفعال لتفهم أكثر دوافع التحاق “غفران” و”رحمة” ببؤر التوتر والتحول الراديكالي من عوالم “الميتال” إلى عوالم “داعش”، حاولنا أن نفهم أسباب هذا التحول من خلال “ألفة” وبناتها.
وعن دور المسرح في هذه التجربة قالت إشراق مطر، ” المسرح ساعدنا في الارتجال. أنا انطلقت في المسرح قبل السينما.. درستُ في التياترو وعملت مع المخرجين توفيق الجبالي وفاضل الجزيري والمخرج السوري ريمي سرميني”.
كما أضافت “المسرح يساعد الممثل كثيرا في السينما إذ يمكنه من بعض الأدوات التي تساعده خلصة في هذا الفيلم الذي فيه مساحة من الارتجال حتى المشاهد التصويرية مرتجلة لم يكن هناك سيناريو مكتوب.. كنا نستقي المعلومات من العائلة ونمثل المشاهد”.
نور القروي أشارت هي الأخرى إلى أن المسرح ساعدها كثيرا في هذه التجربة خاصة وأنها ممثلة مسرحية راكمت عشر سنوات من التجربة على الخشبة مما جعلها تبدو أكثر راحة أمام الشخصيات الحقيقية.
في السياق ذاته، قالت ” أن تشارك العائلة قصتها مسؤولية كبيرة ساعدني المسرح في تحملها وكنت أتعامل بحرية وأحاول في كل مرة أن أنغمس في دواخل الشخصيات لألامس حقيقتها”.
وفيما يتعلق بالأثر بالمهني والإنساني لهذه التجربة، اتفقت الممثلتان على أنها كانت فرصة للتعرف عن قرب على ألفة وبنتيها وظلتا على تواصل معهما وأنه يجب معرفة الأشخاص عن قرب قبل إطلاق أحكام مسبقة عليهم.
كما أن هذا الفيلم المختلف شكلا ومضمونا، يساهم في إثراء تجربتهما الفنية ويفتح لهما مساحات أخرى لطبيعته المزدوج التي تجمع الروائي والوثائقي، وفق تعبيرهما.
يذكر أن فيلم “بنات ألفة” للمخرجة كوثر بن هنية قد تحصل مؤخرا على جائزة الشرق لِأفضل وثائقي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي.