احتضنت دار الثقافة بمدينة القلعة الكبرى على امتداد الفترة المنقضية ورشة في فن الفسيفساء نظمها الفنان ورئيس الجمعية التونسية لفن الفسيفساء بديع الصيد جاب الله. وقد شهدت هذه الورشة مشاركة العديد من المتطوعين من جنسيات مختلفة مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا ومقدونيا والمغرب وغيرها لرسم لوحات فسيفسائية تحمل في طياتها رسالة سلام موجهة إلى كل العالم.
يشير فنان الفسيفساء الذي اكتسب على امتداد السنين مهارات وقدرات كبيرة في مجال اختصاصه الى أن هذه الورشة تندرج في إطار مشروع متكامل تم انشاؤه منذ سنة 2015 ويحمل عنوان “فسيفساء من أجل السلام”. ويتواصل هذا المشروع المنجز برعاية الاتحاد الأوروبي الى حدود سنة 2025.
وتجدر الاشارة الى أن الفريق العامل حاليا مع الفنان بديع الصيد جاء بالله قد تنقل الى العديد من الجهات مثل سوسة والمهدية لإنجاز لوحات ورسومات فسيفسائية في إطار المشروع ذاته وبمشاركة العديد من المولعين بهذا الفن الذي مازال يتحسس طريقه في بلادنا رغم الموروث الحضاري الكبير الذي تزخر به بلادنا في هذا المجال من خلال الآثار الرومانية والاسلامية الثرية بمثل هذه المكونات.
وفي هذا الصدد عبّر الفنان بديع الصيد جاء بالله عن أمله أن يتم إرساء مهرجان خاص بهذا الفن على غرار أيام مهرجان قرطاج الموسيقية والسينمائية والمسرحية خصوصا أن قرطاج التي أعطت اسمها لهذه الفنون من الأولى أن يرتبط اسمها بفن الفسيفساء. وأشار الاستاذ جاء بالله الى أنه كان قد تقدم بمشروع في هذا الإطار لوزارة الشؤون الثقافية غير أنه بقي حبيس المكاتب في انتظار ان يتم التعامل معه بجدية ولِمَ لا إنجازه على أرض الواقع خصوصا أنه قد قدم تصورا كاملا لهذا المشروع.
في هذا الريبورتاج لقاء مع صاحب مشروع “فسيفساء من أجل السلام” ومع بعض المشاركين في هذه التظاهرة.