35
وافق أعضاء مجلس الأمن،، على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة.
وكانت دول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن قد تقدمت بمشروع القرار الذي يدعو أيضا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن المحتجزين في القطاع.
وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على القرار ما سمح بتمريره.
وكان ممثل روسيا في المجلس قد طالب في بداية الجلسة بإضافة جملة “وقف إطلاق نار دائم” إلى مشروع القرار لكن الأمر لقي معارضة من الولايات المتحدة التي تملك حق الفيتو.
وعملت ثماني دول من الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الجزائر ومالطا والموزمبيق وغويانا وسلوفينيا وسيراليون وسويسرا والإكوادور، على مسوّدة القرار التي كان من المقرر طرحها للتصويت السبت، لكن أرجئ التصويت عليها إلى الاثنين، لـ”تفادي فشل جديد بعد رفض مشروع قرار أمريكي الجمعة”، بحسب مصادر دبلوماسية لوكالات الأنباء.
ونص مشروع القانون على “وقف نار إنساني فوري لشهر رمضان يقود إلى وقف إطلاق نار دائم”.
وقال مارك ليال غرانت، سفير المملكة المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، إن القرار يعني أن إسرائيل أصبحت الآن “ملتزمة، بشكل أساسي، بوقف حملتها العسكرية خلال الخمسة عشر يوماً القادمة”، وهي المدة المتبقية من شهر رمضان الذي نص عليه قرار وقف إطلاق النار.
وأضاف غرانت لبي بي سي أن “النص ملزم قانونيا لإسرائيل لا لحماس؛ لأن الحركة الفلسطينية ليست دولة”…
رد الفعل الإسرائيلي
قالت إسرائيل إن امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو لإحباط قرار تبناه مجلس الأمن ويدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في قطاع غزة “يضر بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح الرهائن”.
وأضاف بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه “على ضوء تغير الموقف الأمريكي، قرر رئيس الوزراء أن الوفد الذي أعلن إرساله إلى واشنطن بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يغادر إسرائيل”.
وتنقل فرانس برس عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن قوله “ليس لدينا مبرر أخلاقي لوقف الحرب ما دام هناك رهائن في غزة”.
كان من المقرر أن يزور وفد إسرائيلي واشنطن لبحث تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وترفضها واشنطن.
واشنطن: “خيبة أمل شديدة” تجاه إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي
دعت الولايات المتحدة إلى زيادة فورية في المساعدات المُلحة المقدمة إلى غزة، في أعقاب أول موافقة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على وقف إطلاق النار، في الوقت الذي امتنعت فيه واشنطن عن التصويت لصالح القرار أو ضده.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن سماح الولايات المتحدة بتمرير القرار لا يعني “تحولاً في سياستنا” تجاه إسرائيل”، مضيفاً أن واشنطن أيدت وقف إطلاق النار لكنها لم تصوت لصالح القرار لأن النص لم يُدِن حماس.
وأعرب كيربي عن خيبة أمل بلاده الشديدة لقرار نتنياهو بإلغاء الزيارة التي كانت مقررة إلى واشنطن، “ليتسنى لنا إجراء نقاش وافٍ معهم بشأن البدائل الحيوية لهجوم برّي على رفح”.
وعلى الرغم من القرار الإسرائيلي، قال كيربي إن الاجتماعات المقررة بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ستستمر كما هو مخطط لها.
وقال في المؤتمر الصحفي يوم الاثنين: “إننا نتطلع إلى أن نوضح لوزير الدفاع أن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب إسرائيل في حربها ضد حماس”.
وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت في السابق قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار، قائلة إن مثل هذه الخطوة ستكون خاطئة في ظل استمرار المفاوضات الدقيقة للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس.
ومع ذلك، طرحت واشنطن يوم الخميس مسودة خاصة بها تدعو للمرة الأولى إلى وقف إطلاق النار، ما يمثل تشديداً لموقفها تجاه إسرائيل.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي بعد إقرار القرار، قال كيربي: “لقد كنا في غاية الوضوح والاتساق في دعمنا وقف إطلاق النار كجزء من صفقة الرهائن. هذه هي طريقة هيكلة صفقة الرهائن، والقرار يعترف بالمحادثات الجارية”.
ترحيب دولي
ثمّن مندوب فرنسا في مجلس الأمن اعتماد قرار وقف إطلاق النار في غزة بعد أشهر من الحرب، إذ صرح بأن صمت المجلس حول غزة “أصبح مؤلما وينبغي العمل بشكل فوري لوقف إطلاق نار دائم”.
ورحبت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالقرار، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القرار “يجب تنفيذه” لضمان وقف إطلاق النار و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”..