إثر إعراب ثلاثة مواطنين تونسيين مقيمين بالعاصمة الهايتية بورتو برنس Port-au-Prince عن رغبتهم في مغادرتها لتدهور الوضع الأمني فيها، بادرت سفارة تونس بالولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة، 22 مارس 2024 بالتواصل مع السفارة الفرنسية، للنظر في إمكانية إجلائهم بالتعاون مع السلطات الفرنسية إذا ما قرّرت تنظيم رحلات إجلاء لفائدة جاليتها المقيمة بهايتي.
وفور إعلان فرنسا اعتزامها إجلاء جاليتها بهايتي، تولّت سفارة تونس بواشنطن، وبتعليمات ومتابعة مباشرة من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، التنسيق مع السفارة التونسية بفرنسا التي تقدمت بطلب لدى خلية الأزمة المُكلفة بهذا الملف صلب وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية وتمكنت من الحصول على موافقة السلطات الفرنسية بخصوص إجلاء المواطنين التونسيين الثلاثة. وتواصل التنسيق بين السفارتين إلى حين صعود المعنيين بالأمر على متن رحلة الإجلاء.
وقد واكبت السفارة التونسية بواشنطن عملية الإجلاء لحظة بلحظة ابتداء من مغادرة المعنيين بالأمر مقرّ إقامتهم يوم الأحد 24 مارس 2024 للالتحاق بالسفارة الفرنسية لطلب تأشيرة الدخول إلى التراب الفرنسي، مرورا بالتحاقهم صباح يوم الاثنين 25 مارس بالمعهد الفرنسي وحصولهم على تأشيرات الدخول إلى فرنسا وصولا إلى صعودهم على متن الطائرة العمودية ووصولهم فجر يوم 26 مارس إلى متن السفينة التي ستقلّهم إلى جزيرة المرتينيك La Martinique. كما تابعت الإجراءات اللوجيستية الخاصة بهذا الإجلاء الذي تمّ في ساعة مُتأخرة من مساء يوم الاثنين، 25 مارس 2024. وقد وصل المواطنون التونسيون الثلاثة سالمين إلى المرتينيك يوم الجمعة 29 مارس وغادروها مساء في اتجاه العاصمة الفرنسية باريس.
وتعمل السفارات التونسية بكل من واشنطن و أوتاوا وروما وباريس بصفة مكثفة على تأمين إجلاء مواطن تونسي رابع عبّر عن رغبته في مغادرة هايتي وذلك بالتنسيق مع سلطات دول صديقة.
وفي هذا السياق، بادرت سفارة تونس بواشنطن والمصالح المركزية للوزارة بالاتصال به للاطمئنان عليه وقامت بالتنسيق مع السفارة الايطالية التي عبّرت عن استعداد سلطات بلادها للتعاون في إجلاء المواطن التونسي. ويجري حاليا التنسيق بين الجهات التونسية والإيطالية المعنية لتحديد أسرع السبل وأنجعها لإجلاء المواطن التونسي في أقرب وقت.
وقظ أغربت وزارة الشؤون الخارجية عن شكرها وتقديرها لتجاوب السلطات الفرنسية السريع وتعاونها في إجلاء المواطنين التونسيين الثلاثة وللسلطات الإيطالية لتجاوبها مع طلب التعاون في إجلاء المواطن التونسي الرابع.
كما أكدت حرصها الشديد على مواصلة القيام بما يتعين في الغرض مع المواطن الرابع وكذلك متابعتها لوضعيات التونسيين في هايتي وفي مناطق التوتر عبر مختلف أرجاء العالم واستعدادها للتدخل لإجلاء العالقين منهم معتمدة في ذلك على إمكانيات الدولة الذاتية وعلى التعاون الدولي في المجال الإنساني.