43
في 9 أفريل من كل عام، تُحيي تونس ذكرى ثورة 9 أفريل 1938، تلك الثورة التي هزت عرش الاستعمار الفرنسي وخلّدت أسماء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن. ففي ذلك اليوم، هبّ الشعب التونسي من مختلف أنحاء البلاد، متحديًا قمع الاحتلال الفرنسي، للمطالبة بالحرية والكرامة والإصلاحات السياسية.
انطلقت مظاهرتان عظيمتان من ساحتي الحلفاوين والرحبة بقيادة علي البلهوان والمنجي سليم، مرددين شعارات الحرية والاستقلال. وشاركت المرأة التونسية لأول مرة في هذه المظاهرات، رافعةً صوتها ضد الظلم والقهر، متحديةً قيود المجتمع الذكوري. ولكن واجهت قوات الاحتلال الفرنسي هذه المظاهرات بالقمع العنيف، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء وجرح العديد من المتظاهرين.
تلت ذلك حملة اعتقالات واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية، ممّا زاد من حدة التوتر والغضب في أوساط الشعب التونسي.ولكن لم ينجح قمع الاحتلال الفرنسي في إخماد شعلة الثورة، بل زاد من عزيمة الشعب التونسي على الاستمرار في النضال حتى تحقيق أهدافه.
فقد شكلت ثورة 9 أفريل 1938 منعرجًا حاسمًا في مسيرة الكفاح الوطني التونسي، وفتحت الباب أمام محطات سياسية لاحقة أدت إلى نيل الاستقلال عام 1956. واليوم، بعد 86 عامًا على اندلاع ثورة 9 أفريل 1938، لاتزال ذكرى هذه الثورة خالدة في ذاكرة الشعب التونسي، رمزًا للتضحية والفداء من أجل الوطن.تُجسّد هذه الذكرى روح الوحدة الوطنية والتلاحم بين التونسيين، وتدعو الأجيال الحالية إلى استلهام الدروس من نضالات الأجيال السابقة.
إنّ ثورة 9 أفريل 1938 ليست مجرد ذكرى، بل هي شعلة تُنير درب المستقبل، وتُلهمنا للعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة: الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
في هذا اليوم، نُجدد العهد مع أرواح الشهداء، ونُعاهد أنفسنا على مواصلة مسيرة النضال من أجل بناء تونس مزدهرة وعادلة. ذكرى 9 أفريل 1938 مناسبةً لتذكير الأجيال الحالية بضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة، والعمل من أجل تحقيق المزيد من التقدم والازدهار للوطن.