اختارت الفنانة اللبنانية رنين الشعار أن تغني لجمهورها التونسي الذي تلتقيه أول مرة في مهرجان الحمامات الدولي أغنية “يما يا غالية” للفنانة سلاف ودعت معها إلى الركح صديقها الفنان محمد الجبالي لينشئا ثنائيا بصوتين آسرين متمكنين من مقام الصبا.
وفي ردها عن سؤال رياليتي أون لاين بالعربية عن السر وراء اختيار هذه الأغنية، قالت إن بعض الفنانين العرب حينما يودون أداء أغان تونسية يقع اختيارهم في الأغلب على “جاري يا حمودة” أو “تحت الياسمينة في الليل”.
“أحب مقام الصبا، والسيدة سلاف من أجمل الأصوات، نغمة الأغنية شدتني، كلماتها وجماليتها دفعتني إلى غنائها” تحدثت الشعار عن الأغنية بكل حب.
كما تحدثت، خلال الندوة الصحفية التي عقبت عرضها، عن حبها لعدد من الفنانين والفنانات التونسيين على غرار علي الرياحي وصليحة وزهيرة سالم ونعمة وعلية ومحمد الجبالي ولطفي بوشناق وصابر الرباعي وأسماء بن أحمد وحمزة الفضلاوي وأميمة طالب وغيرهم.
وقالت إنها تأثرت تأثرا شديدا لوفاة ذكرى محمد ولبست الأسود على امتداد اسبوعين، مشيرة إلى أنها تعشق صوتها وأن أول أغنية سمعتها بصوتها “وحياتي عندك” وحينها بعثت عن شرائط لها.
وأضافت أن صوت ذكرى دخل التاريخ، لافتة إلى أن والدها الفنان عبد الكريم الشعار يحضر لها اسطوانات وشرطة لفنانين تونسيين كلما سافر إلى تونس.
ورنين الشعار من عائلة فنية عريقة ورثت موهبتها عن والدها المطرب عبد الكريم الشعار لكنها لم تكتف بذلك وسعت إلى تطويرها حتى أمسكت بزمام الإيقاعين اللحني واللفظي.
وعلى ركح مهرجان الحمامات الدولي رسمت ملامح سهرة طربية استحضرت معها الزمن الجميل وأطربت مسامع الجمهور في العرض الرابع ضمن سهرات المهرجان.
وبصوتها المميز وإحساسها اللافت أدت بحضور صارخ كلاسيكيات عربية وجالت بين أغاني عمالقة الطرب العربي حتى سرت حالة من الانتشاء في المدارج..
رنين الشعار لم تخف رهبتها من الصعود على ركح مهرجان الحمامات الدولي ومصافحة جمهوره الاستثنائي لكن ذلك تلاشى مع انطلاقها في الشدو الذي غازل الجمهور فاستجاب واستمدت منه طاقتها، وفق قولها.
من أغنية إلى أخرى يتلوّن صوتها وخاماتها وهي تجول بين كلمات أغان لفنانات وفنانين رسخت أسماؤهم في الذاكرة الموسيقية العربية على غرار “فيروز” و “وردة” و”ملحم بركات” و”جورج وسوف، و”نجاة الصغيرة”.
“كيفك إنت ” و”سألوني الناس” غنت لفيروز على طريقتها، بصوتها العذب الرقيق والقوي الصادح في ذات الآن وكلما تدفقت الأغاني من حنجرتها عم الطرب في أرجاء المسرح.
“أيام” لوردة الجزائرية، غنت رنين الشعار وأهدتها لوالدتها التي تبكي كلما سمعتها، كما تقاسم الركح مع والدها عبد الكريم الشعار الذي ورثت عنه موهبة الغناء وصقلتها على وقع جب الفن الذي زرعه فيها.
مع والدها قدمت وصلة “دلن دلن” و”طالعة من بيت أبوها وتعالت النغمات الجبلية في أرجاء مسرح الحمامات على إيقاع صوتي الشعار الأب والإبنة قبل أن تستأنف رنين رحلة الطرب.
“الهوى سلطان” لجورج وسوف، و”تعى ننسى” لملحم بركات و”عيون القلب” و”أما براوة” لنجاة الصغيرة، غنت رنين الشعار بنفس الشغف والطاقة وغنى معها الجمهور الذي انغمس في ثنايا رحلتها الطربية.
وفي ختام السهرة، صدح صوت رنين الشعار مرددا كلمات بيرم التونسي ” يا صلاة الزين على تونس يا صلاة الزين، ودون موسيقى غنت للجمهور “آه يا حلو”.