قال الفنان الإسباني وعازف الغيتار “توماتيتو” خوسيه فرنانديس توريس) إن جمهور مهرجان الحمامات والمسرح الرائعين ألهماه ومنحاه طاقة إيجابية.
ووصف الفنان الإسباني عرضه على ركح مهرجان الحمامات الدولي بكونه تجربة مذهلة، معربا عن شكره للمهرجان لتخصيصه عرضا للفلامنكو.
وكعادته يبدي “توماتيتو” أينما حل فخره بعائلته وتقاليد أجداده ويتحدث عن طفولته المعمّدة بسحر الفلامنكو حيث كانت الغيتارة التي أهداه إياها والده لعبته المفضلة في سن العاشرة.
عن عشقه للغيتار تحدث “توماتيتو” ليبرون مرة أخرى أن علاقته بهذه الآلة علاقة روحانية، تتفاعل معها وتتفاعل معه ويستمدان من بعضهما الإلهام والطاقة التي أعطت لموسيقى الفلامينكو معنى آخر مع هذا العازف المتفرد.
“توماتيتو” ليس عازفا بارعا على آلة الغيتار وعاشقا لموسيقى الفلامينكو فحسب بل هو مقاوم لآلة النسيان ومكافح من أجل ترسيخ حكايات الغجر ونثرها على كل أركاح العالم.
وعلى امتداد حضوره على مسرح الحمامات توشحت الأجواء بنغمات الفلامينكو التي تناثرت على الركح كلما داعبت أنامل “توماتيتو” أوتار غيتارته مشحونة بالعواطف.
على وقع موسيقاه تحلّى الفلامينكو بروح أخرى اجتمعت فيها الموسيقى التقليدية الاسبانية مع الجاز والموسيقى الغجرية ولاحت من بينها مسحة من المؤثرات التركية.
فنان ملهم بشخصية كاريزماتية ملتزمة آلت على نفسها نشر الثقافة الغجرية على أركاح العالم وهو ما تجسد لحنا وكلمات ومشاعر على خشبة مسرح الحمامات الدولي.
مرة أخرى يتقاسم “توماتيتو” الركح مع موسيقيين يلتقي معهم عند الموسيقى الغجرية ليتشاركوا السحر غير الملموس والإيقاع الآسر للفلامنكو في عرض بدعم من سفارة إسبانيا بتونس.
على المسرح خلق عازف الغيتار الذي ألهم عديد الأجيال ورفاقه أجنحة لموسيقى الفلامينكو حلقت معها حكايات الغجر بعيدا وتوشحت بموسيقات أخرى لترسم ملامح رحلة موسيقية تتداخل فيه الأحاسيس والانفعالات.
هالة مؤلفة من الشجن والفرح والهدوء والصخب لاحت في الأرجاء على نسق نغمات الغيتار وإيقاعات الدرامز والكاجون التي روت مآسي الغجر في جنوب إسبانيا،.
وصلات من أغاني موسيقى الفلامنكو تجلى فيها الطابع الأندلسي وظهر في تفاصيلها الأداء الصوفي، وتبدى فيها “حس توماتيتو” المرهف والتزامه الصارخ بتطوير موسيقى الفلامينكو التي تسكن روحه.
موسيقى تحتفي بالروح الغجرية وبكل روح تواقة للحرية التقى فيها الجاز والفلامنكو لتروي معاناة السود والغجر وكل محاولات الانعتاق التي تختزلها نغمات الغيتارة والصوت الصادح على وقعها.
هذه الموسيقى شدت الجمهور إلى عوالمها المليئة بالحكايات على امتداد حوالي ساعة ونصف غادر “توماتيتو” إثرها الركح وقد ترك أثره عليه ولكنه سرعان ما عاد على وقع هتافهم واسترسل ورفاقه على الركح في خلق أجواء أخاذة.