91
“تينري” و”ترها” و”إيمان” ثلاثة رموز يقدسها الطوارق ويأمنونها من كل شر وتعني تباعا “الصحراء والحب والحياة”، الثالوث الذي تجلى بوضوح وعنفوان في عرض مجموعة “تيناريوان” على ركح مهرجان الحمامات الدولي.
“مرحبا بكم في الصحراء “، تحية المجموعة التي دعت الجمهور للإيغال في ثنايا تجربتها الموسيقية والإنسانية الزاخرة بالحكايات والقصص والمعمدة بالثورة والمقاومة، والمعلية للواء الهوية الصحراوية.
سفر فني متفرد تشكل على ركح المسرح المحاري بالحمامات و”تيناريوان” تواصل سرد حكايات عن الهوية والانتماء والكفاح من خلال مشروع موسيقي موشح بأسرار الصحراء منفتحا على كل الاحتمالات الإنسانية.
المجموعة التي تحمل هويتها حيثما حلت توغل بك في عمق الصحراء وتغويك بالانغماس مع حكاياها التي تروي الحرية والإنسانية والحياة بأسلوب متجذر في هويتها الصحراوية وراسخ في نمط حياة الطوارق.
بثقلها الإنساني والتاريخي والفني والثقافي؛ بلباس الطوارق التقليدي الذي تجوب به العالم، بموسيقاها الموشحة بالثورة والمقاومة، بأصواتها النارية في عمق الصحاري، برقصاتها النابضة بالحرية حطت مجموعة تيناريوان على الركح.
حالة من الانغماس والتماهي مع إيقاعات أغاني “تيناريوان” تجلّت في صفوف الجمهور الذي لبى دعوة المجموعة إلى الصحراء واستسلم لحديثها ذي الشجن والحنين على إيقاع نمط “الأسوف” الذي استحدثته المجموعة.
توهامي آغ الحسان وسانو آغ أحمد والأغا آغ آياد وشيخ آغ تيغليا وعبد الله آغ الحسيني وإياد موسى بن عبد الرحمان، أفراد المجموعة الحاضرين على ركح الحمامات كان كل منهم سفيرا لثقافة الطوارق على طريقته.
مفاتيح الطوارق التي توشح أزياء المجموعة، اللثام الذي يغطي وجوه أفرادها ولا يستثني غير الأعين التي تضيف لغة أخرى إلى لغة الموسيقى فتزيد من متانة الوصال مع الجمهور الذي صار جزءا من العرض.
على نسق ألحان وأنغام الطوارق وموسيقى منفتحة على العالم صدحت أصوات المجموعة بلهجة “التماشق” الأمازيغية التي تعد لغة رئيسة لأغانيها وأعادت إحياء أهازيج قديمة وتراثية.
موسيقى تقوم على المزج بين إيقاعات “الجامبي” (طبول) ونغمات الغيتار والغيتار باص تصاعدت في أرجاء مسرح الحمامات لتعكس البصمة المتفردة لهذا المشروع الفني الذي يحاكي أسلوب حياة الطوارق.
لغة تيناريوان تبدو في ظاهرها غير مفهومة ولكن سحرا ما يغلفها فتتسرب منها هواجس المجموعة ورسائلها بشكل يتيح لك تخيل القصص التي يحكونها عبر موسيقاهم، قصص لا تخلو من ثالوث الصحراء والحب والحياة.
من الكفاح المسلح إلى الثورة الموسيقية، تواصل مجموعة تيناريوان النضال من أجل الأرض والهوية، سلاحها ألحان وكلمات نابعة من عمق الصحراء، ومطرزة بعزيمة الأحرار.
وعلى ركح الحمامات التحق السفير المتجول لثقافة الطوارق الحسيني آغ شيخو بالركح مرتديا لباس الطوارق التقليدي المفعم بالألوان والرموز ليعزز رسالة المجموعة القائمة أساسا على تعلق الطوارق بهويتهم.