“ياسر محبة” عنوان أحد عروض الفنان الملتزم ياسر الجرادي، عنوان يشبهه كثيرا فياسر سيل من المحبة يترك أثره حيث ما مضى في عيون الصغار والكبار.
المحبة تتجلى في نظراته وابتساماته وحديثه عن تونس وعن الموسيقى وعن يومه وعن مشاريعه، عن تلك الأغنية التي قال مبتسما أنه يستعد لإطلاقها لكن الموت لم تمهله كثيرا ليفعل.
هي، أيضا، حاضرة في ثنايا صوته وفي نوتات غيتارته التي أدناها من صدره وهو يبث هواجسه وأحلامه وأوجاعه على شاكلة كلمات تخترق القلوب دون إيذان .
حكايات مطرزة بالأمل رغم كم الوجع الذي يرشح منه رواها ياسر جرادي قبل أن يسافر بعيدا وهو الذي يعشق السفر ولكنه هذه المرة لن تظهر ابتسامته إلا نجمة في السماء.
“شبيكي نسيتيني” و”ديما ديما” و”ما تخافيش” من بين الأغاني التي صدحت بها حنجرة ياسر جرادي وعلقت كلماتها في ثنايا الذاكرة والوجدان وارتسمت معها صورة أخرى للواقع.
هي قصص نابعة من قلب ياسر جرادي، من انفعلاته ومن انكساراته وانتصاراته، هي لحظات ضعف جعل منها عناوين للأمل وهو يقارع اليأس في بلد أرادوا توشيحه بالسواد لكنه أبى إلا أن يشع بنور القلوب المحبة له، هي تونس التي نحبّها في كل حالاتها وإن كنا نحيا على الهامش.
رسائل كثيرة نثرها ياسر جرادي قبل أن يسافر،
تركها أثرا في كلماته وألحانه وفي مخطوطاته العربية وفي التزامه بمختلف القضايا، وتفاصيل تحفظها الأركاح والساحات وزوايا تونس المنسية والمهمشة.
“ياسر” محبة كالوشم في قلوبنا باقية ما بقي نبضها، محبة لا تستذكر إلا أحاديث الحياة ولا تستوعب فكرة الموت، وهل تموت المحبّة وينقطع وصلها عند السفر…
موجعة تلك الكلمة لا يصدقها العقل ولا القلب ليكون السفر رديفها ما دامت حقيقة محتومة…