“شظايا مُلاذ” معرض فوتوغرافي للناشطة الفرنسية الفلسطينية ريما حسن، تنغمس فيه في حياة اللاجئين الفلسطينيين عبر سلسلة من الصور والفيديوهات التي تروي بعضا من يوميات اللاجئين.
هذا العمل الفني الإنساني الذي تحتصنه تظاهرة جو تونس يستمد خصوصيته من التجربة الشخصية لريما حسن التي رأت نور الحياة في مخيم للاجئين في سوريا، بمعنى أنها عاشت الوجع وترجمته بصدق.
في ثنايا المعرض تلمح بعضا من تجاربها وقيمها ومبادئها ونضالاتها من أجل فلسطين مجتمعة في تعبيرة فنية تنقل تفاصيل محسوسة عن حياة اللاجئين.
والنائبة بالبرلمان الأوروبي ريما حسن لا تروي قصصا عن النكبة المتواصلة فحسب بل عن الناجين منها بصور حقيقية وأخرى خلقتها التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحكي قصصا تراجيدية عن الفرد والجماعة.
آثار همجية المستعمر الصهيوني سترتسم في المخيمات والأماكن التي لم تسلم من تمظهران الموت على مر السنين لكنها ظلت عنوانا للصمود وشوكة في حلق النسيان.
“على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، كلمات تختزل تيمة المعرض الذي يروي مسيرة النضال من أجل البقاء، من أجل الحقوق، من أجل الأمل في تحرير فلسطين من النهر إلى البحر .
قصص ترشح أملا رغم قتامة الواقع، أصوات تعانق عنان السماء رغم دوي الصواريخ القنابل، كل هواجس اللاجئين وأحلامهم تبدت في ثنايا المعرض ومن ورائها الهوية الفلسطينية الثابتة رغم كل الاهتزازات.
صور وحكايات قادمة من مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا والأردن، وجوه وشحتها الكوفية وأخرى نعرفها دون أن نرى ملامحها، تلك الوجوه التي تحمل في تفاصيلها مزيجا من القهر والأمل.
اللاجؤون أيضا تقمصوا دور الفنانين في هذا المعرض والتقطوا حكاياهم صورا وفيديوهات على طريقتهم ليغدو معرض “شظايا ملاذ” فسيفساء من المشاعر الثائرة المتأججة دوما على وقع القصف والظلم.
عبر هذه التجربة الفنية الإنسانية التي تشرف عليها أمينة المعارض كنزة الزواري توغل ريما حسن في واقع اللاجئين الفلسطينيين، في رحلة البحث عن ملاذ وسط التشبث بأمل العودة.
متخطية تمظهرات الصمود وتجليات النضال ينبش المعرض في ماوراء اللجوء ويكسر الصور النمطية عن اللاجئين ويعلي راسة الهوية الفلسطينية الواحدة رغم تعدد ثنايا اللجوء ودروب المخيمات.
يشار إلى أن المعرض بتواصل على امتداد شهر ضمن “جو تونس” ، بينالي الفنون المعاصرة الذي تعيش على وقعه العاصمة التونسية على امتداد شهر من 9 أكتوبر إلى غاية 9 نوفمبر 2024.
وتتمحور الدورة السابعة من التظاهرة حول موضوع “الفنون، المقاومات وإعادة بناء المستقبل” وستتحول معها مدينة تونس إلى منصة ثقافية وفنية، حيث تستضيف 9 معارض و9 عروض فنية و9 لقاءات حوارية، وأكثر من 60 فنانًا من بلدان الجنوب