التماهي مع فصل الربيع لا يقطع طريق الحزن إليك، هذه الكلمات قد تختزل فكرة فيلم “دخل الربيع يضحك” للمخرجة نهى عادل وهو الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الخامسة والأربعين.
والفيلم يستلهم تسميته من رباعية صلاح جاهين “دخل الربيع يضحك لقاني حزين” التي تصف كل شخصيات الفيلم بلا استثناء فكلها تحمل جوانب مخفية داخلها وإن بدت حياتها مرشحة بتفاصيل الربيع.
وعن هذا الاقتباس أشارت مخرجة الفيلم نهى عادل خلال مؤتمر صحفي انتظم بعد يوم من عرض الفيلم إلى أن عنوان الفيلم “دخل الربيع يضحك” يعكس مواقف الشخصيات وطباعها، موضحة أنها أرادت أن تحمل العمل إلى مساحة واقعية تستوعب حتى أخطاءه.
الفيلم الطويل الأول لمخرجته نهى عادل، يحكي أربع قصص قصيرة زمن الربيع، وهو من إنتاج كوثر يونس وممثلاته من غير المحترفات وهو ما أضفى مسحة من الواقعية اللافتية في الفيلم.
على إيقاع القصص التي تتفق جميعا في تأرجحها بين المكتوم والمعلوم وبين الهستيريا والهدوء، بين الربيع ظاهرا وبين الطوفان باطنا، طوفان يتشكل شيئا فشيئا حتى يبلغ ذريته مع هستيريا الشخصيات التي تصرخ ثراخا يوم الآذان ليتعمق بك أكثر في عمق صراعاتها.
في هذا السياق أعربت المخرجة عن شكرها لمهندس الصوت لما بذله مجهود خاصة وأن كل الشخصيات كانت في بعض المشاهد تتحدث جميعها في نفس الحين بانفعال قد يبدو معه تمييز كنه الحديث مستحيلا.
وعلى امتداد الفيلم سعت المخرجة إلى النبش في الحالات النفسية لشخصيات لتكشف أنه مهما أظهر ربيعا فإنه لابد من سقوط أوراق الخريف، الفصل الذي استحضرته المخرجة في مراوغة غير متوقعة ولكنها قربت بين الباطن والظاهر حينما قلصت الهوة بينهما.
وعن الحياد من الربيع إلى الخريف قالت المخرجة نهى عادل ” وأنا في مراحل صناعة الفيلم كنت أعتقد أن الربيع يمكنني ولكن التغييرات وكل الأشياء المكتومة جعلتني اكتب النهاية مع بداية الخريف لأنني شعرتُ أن الخريف أدنى مني”.
من حكايات الأم وابنتها في المنزل، والصديقات في المطعم، ونساء في محل “كوافير”، وأخريات في حفل زفاف تتشكل قصص اجتماعية كانت أغلب مشاهدتها واقعية لاعتماد على الارتجال.
والتصوير في الفيلم يعتمد على موقع واحد ويرتكز على اللقطات المقربة ليفضح ما تستره الشخصيات في دواخلها ويقحم المتفرج في معاناتها وانفصامها لإكراهات مجتمعية تجعل من الكذب ملاذا.
فيلم "دخل الربيع يضحك" كتابة وإخراج : نهى عادل بطولة : سالي عبده، ومختار يونس، ورحاب عنان، وريم العقاد، وكارول عقاد، ومنى النموري، وسام صلاح، وروكا ياسر، إنتاج : كوثر يونس وأحمد يوسف منتج مشارك : لورا نيكولوف وسمر هنداوي وساندرو كنعان مديرة تصوير : سارة يحيى مونتاج : سارة عبدالله تسجيل صوت : مصطفى شعبان ميكساج الصوت : أحمد أبو السعد تلوين : سامي نصار وأحمد شافعي مهندس ديكور : سلمى تيمور مصممة أزياء : مشيرة الفحام مخرج منفذ : ميسون المصر مونتاج تتر: ماركوس عريان