تبر النعيمي- ” أتحدث بشكل مباشر مع إبنتي لاقتناعي بأن أفضل طريقة لإيصال المعلومة هي الوضوح والثقة .. الوضوح في التطرق لموضوع الثقافة الجنسية والعلاقة بالجسد (مع الذات) وفي علاقة بالآخر (الغريب والقريب) و الثقة في علاقة بتعزيز ثقتها في نفسها وفي التصالح مع جسدها:الحذر والحفاظ على الخصوصية دون خوف أوبناء علاقة معقدة والثقة في علاقة بي كأم :استيقاء المعلومة مني وسؤالي عن أي أمر وإخباري بكل شيء .. ” هكذا تحدثت أحلام أم لثلاثة أبناء، شابة و يافع و طفل .
“الحديث في مواضيع الجنس أو الأماكن الحساسة والخاصة في الجسد ماذا يمكن أن يحدث؟ مطامع الآخر في الجسد !! وغيرها من المواضيع بدأت الحديث عنها بالتدرج منذ أن كان عمر ابنتي ثلاث 3 سنوات وقد بدأت علاقتها بالفضاء الخارجي تتطور حين كانت تذهب إلى الروضة، وشيئا فشيئا تطور حديثنا في الموضوع دون أن تنبني بينها وبين جسدها علاقة خوف أو احتقار بل إعتزاز بأنوثتها.. بثقتها في نفسها وقدرتها على معرفة كل ما له علاقة بالموضوع وبالتالي قدرتها على تحديد المسافة اللازمة والحفاظ على خصوصيتها والالتزام بمبادئها و أخلاقها التي أصبحت قناعاتها .. ”
و تضيف أحلام أنه و مع تقدم ابنتها في العمر توسعت معرفتها بأمور تخص صحتها الجنسية و الإنجابية عبر مطالعة الروايات التي يتضمن كثير منها التطرق للموضوع وكان الاختيار مدروسا مني حسب تقدمها في العمر مرورا بسن المراهقة وصولا للشباب…
وتقول أحلام إن الأمر لم يختلف كثيرا مع إبنها فموضوع الثقافة الجنسية والعلاقة بالجسد لا يقتصر برأيها على البنت أو الأم وابنتها بل الأم تطرح الموضوع مع أبنائها جميعهم على حد سواء ومنذ سن مبكر فالأفضل أن تكون المعلومة سلسة متاحة في البيت بأريحية عوض أن تكون صادمة أو غريبة أو…. في الخارج !!
و اليوم تجد الأمر ضروريا أكثر مع أصغرهم وهو طفل في واقع أصبحت فيه أي معلومة متاحة ” بشكل مخيف أحيانا “وفق تعبيرها عبر وسائل التواصل المتعددة ومختلف الوسائل الرقمية المتاحة بين يديه “وبرأيي لن يكون من المناسب تجنب الحديث في موضوع الثقافة الجنسية أو تأخيره أبدا بل يجب أن يكون مع الطفل منذ سنواته الأولى..”
لكن و على عكس أحلام هناك أولياء يتجنبون الحديث في مثل هذه المواضيع مع أبنائهم اليافعين لأسباب عديدة تتعلق أساسا بتنشئتهم الاجتماعية في بيئة تعتبر فيها التربية الجنسية و الإنجابية من المواضيع المسكوت عنها، و هذا ما أكدته ضحى الجورشي المديرة التنفيذية لجمعية ADO + التي قالت إن المجتمع التونسي عموما، مجتمع محافظ ..
من جهتها قالت نسرين دالي الخبيرة لدى جمعية sawa med tunisie إن هناك أطفالا ضحايا جهلهم لعملية نمو أجسادهم ..
من مهام جمعية علم النفس و الصحة الوقاية من الاعتداءات الجنسية ضد القاصرين و القاصرين، و تؤكد يسرى سكّوحي الخبيرة النفسانية لدى الجمعية أن الأولياء يجدون صعوبة في التعامل مع أبنائهم ..
* هذا المقال “بدعم من منظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان ”
*صورة المقال من صفحة جمعية ADO +