رياليتي أون لاين/ جدة– قد لا تغري الجلسات الحوارية التي تنتظم على هامش المهرجانات السينمائية الكثيرين ولكنها لا تخلو من بعض التفاصيل التي توغل بك أكثر في شخصيات ممثلين أو مخرجين تسللوا إلينا عبر إنتاجاتهم.
وفي الجلسة الحوارية للممثل والمنتج الهندي عامر خان ضمن حوارات الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عديد الإحالات التي تقتفي معها تشكل شخصية هذا الفنان المختلف والمتفرد.
عامر خان ليس بطل الأفلام النمطي بل على العكس تماما هو من رواد أدوار البطولة التي لا تخضع للمعايير المتعارف عليها وهو ما جعله يصنع نهاية خاصا به ميزه عن غيره من الممثلين.
قبل الخوض في تجربته الفنية لابد من العود على طفولته التي تشكلت في منزل لصناع السينما إذ كان والده (طاهر حسين) منتجات وعمه (ناصر حسين) منتجا ومخرجا وممثلا وهو ما جعله يتشبع بفيض من القصص.
كل كواليس اللقاءات التس كان يجريها والده مع كتاب السيناريو والمخرجين التقطها عامر خان من خلف الستار حيث كان يختبئ تحسبا لردة فعله الصارمة حتى حل اليوم الذي صار يسأله فيه عن رأيه في سن صغيرة، حسب حديث عامر خان.
والدته أيضا صقلت شخصيته الفنية حينما طلبت منه ذات مرة أن يبدي رأيه في رواية ما، وحينما مررت له حساسيتها المرهفة وتفكيرها في كل من حولها، الأمر الذي قال إنه يجب أن يتوفر في صناع السينما حتى يقدموا أعمالا تروي الجميع..
“استمعت إلى مئات الحكايات في جلسات عمل والدي وعمي لكنني لم أكن أدرك أنني سأكون ممثلا” قال عامر خان قبل أن يعدد تجاربه الأولى من ذلك فيلما طلابيا ومنها إلى ضفة الشهرة أنى أيقن أن التمثيل حياته ومهنته.
وبكل صراحة تحدث عن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها في البدايات على غرار مشاركته في أفلام اعتبرها تجارب لكنه لم يكن راض عنها تمام الرضا، قائلا “مازلت أخطئ لكنني لا أقبل أي سيناريو إلا وأنا مقتنع به تماما ولا أقبل المشاركة في أي فيلم إلا بعد التأكد من كل التفاصيل.
كما تطرق إلى تعقيدات السينما كفن وإلى تعامله مع أدواره التي يعتبرها تحديات يخوضها بتوتر وقلق وحماسة واندفاع، مشيرا إلى أنه لا يتعمد كسر الصور النمطية في أعماله وإنما يختار السيناريوهات الذي يحرك مشاعره من جهة وبناء على تكييفه مع طريقة تفكير الجمهور وانفعلاته.
وعن حيثيات تقمصه لشخصياته المختلفة، قال عامر خان إن له طريقته في ذلك على عكس من يتقمص الأدوار لشهور فهو يفكر في الشخصية حينما ينتقل إلى موقع التصوير ، معتبرا أن الحالة الذهنية المثلى هي أن تكون شبه واع بتعليمات المخرج وتفاصيل السيناريو”
في سياق متصل أشار إلى أنه يفقد هذا الوعي أثناء انطلاق عملية التصوير كي يتمكن من التماهي مع الشخصية التي يخلعها عنه متى غادر مكان التصوير.
من التمثيل إلى الإنتاج، يتحرك عامر خان في مساحات خاصة به ورغم أنه كان يؤكد لي لقاءاته الإعلامية أنه لن يخطو على خطى والده في الإنتاج لما لمسه من معاناته في هذا المجال إلا أن القدر أبى عكس ذلك.
“أصبحت منتجا من باب الحاجة إلى ذلك” يجيد عامر خان التعبير عن المراحل الفاصلة في مسارات حياته من ذلك سيناريو فيلم “لاغان” الذي تأرجح بين حبه له وتكلفة إنتاجه الباهضة.
عجز المنتجين عن نقل فيلم “لاغان” من الورق إلى الشاشة دفع إلى إنتاجه وصنع منه مناجا حريصا على انتقاء أعماله ومتشبثا بمساحة الحرية التي تمنحه حصانة لتقديم ما يريد بالشكل الذي يريد.
فيلم “لاغان” حمل عامر خان لهوليوود بعد ترشيحه للأوسكار وحمله إلى السبيل الذي عانق فيه عوالم السينما على يد والده وعمه؛ الإنتاج الذي كشف عن ملامح منتج ملتزم بقضايا محيطه مؤمن بها.
الممثل والمنتج الذي نهل من مشاعر والدته الكثير، يفكر اليوم في خلق منصة تستوعب المبدعين الشباب يروون فيها قصصهم دون الإكراهات المتعارف عليها، كان هذا فحوى إجابته عن سؤال عما يفكر فيه في السنوات القادمة.
ولعل ما يميز عامر خان هو سعيه المستمر في صناعة السينما وحرصه على التعلم من التجارب الشباب من حوله سادات المنافذ على أية قطيعة بين جيله والأجيال التي تلته وهو ما ينعكس في تنوع الفئات العمرية لجمهوره.
ورغم عدم انغماس المحاورة ريا ابي راشد أكثر في الشخصية الفنية لعامر خان لتحريك بعض السواكن واستدرار بعض المعلومات غير المتداولة أو الكواليس المخفية إلا أن حديثه كان ملهما ومفعما بالتفاصيل التي تبوح بفرادته.