بعد فيلمه الروائي الطويل الأول “بيك نعيش”، يواصل المخرج مهدي البرصاوي الحفر في نفسيات شخصياته القادمة من عنق المجتمع التونسي في فيلمه الثاني “عايشة”.
رحلة أخرى يختبر فيها مهدي البرصاوي قدرته على المراوحة بين صراعات الشخصيات وأزمات الوطن بطرح إنساني يمضي فيع ٦ميقا في ثنايا المجتمع ويسائل كل السياقات.
للحديث عن هذه الرحلة وتفاصيلها التقت رياليتي أون لاين المخرج مهدي البرصاوي على هامش عرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الرابعة.
وعن كتاباته شخصيات تجيد العزف على أوتار الواقع، قال البرصاوي ” أنا أحب شخصياتي وألقي لها في مسارات عنيفة في سياق رحلة تشهد حادثا يقلب كل الموازين وينهي حالة الخدر التي تعيشها، في “بيك نعيش” عملية إرهابية خلطت كل الأوراق، وفي “عايشة” حادث طرق فعلها”.
“هي رحلة متواصلة تبدأ من الجنوب التونسي في اتجاه الشمال في اكتشاف الذات واكتشاف الهوية وما معنى أن تكون إمرأة وطفلا في تونس وشخصا دون سند”، رسم البرصاوي بعضا من معالم فيلمه قبل أن يتحدث عن التحولات التي تشهدها الشخصية الرئيسية في الفيلم.
في هذا الإطار، أشار إلى أن الشخصية الرئيسية التي تؤديها الممثلة فاطمة صفر يجب ان تمر بتحولها جذرية لتحيا كما تريد وفي كل مرة تموت لتحقق حريتها المرجوة وتحيا باسم مختلف، هي رحلة مرت من “آية” إلى “أميرة” ف”عايشة”.
وأضاف ” “آية الي عرفتوعا ماتت” هذه الجملة تختزل الرحلة، فهي قتلت نفسها بمحض إرادتها وتخلصت من هيمنة كل السلطات من حولها حينما أصبحت “عايشة” بكل ما يحمله الاسم من رمزيات ودلالات”.
وعن التقاطعات السياسية في فيلمه دون أسلوب مباشر، قال ” السينما سياسة.. وكل فيلم سواء أردنا أو لا سياسي حتى دون شعارات واضحة فكل فيلم يحمل في ثناياه رسالة.. لا أحب الرسائل المباشرة والحينية ورسائلي تمر عبر شخصياتي التي تقاوم يوميا في تونس وتريد أن تعيش وتريد أن تتحرر من السلطات والضغوط”.
وفيما يخص الكاستينغ ، قال “الممثلة الوحيدة التي كتبت دورها هي هالة عياد وأسميت الشخصية باسمها، وفاطمة صفر لم أكن أعرفها وهنا أشكر سالم دلدول ودرة محمدي على الكاستينغ، منه تعرفتُ على فاطمة إنسانيا ومهنيا وانبهرت بجاذبيتها وقدرتها على التحول وتقمص الشخصيات.
وتابع بالقول ” نضال السعدي يعجبني على الصعيدين الشخصي والمهني.. وكنت متخوفا من عدم قدرته على الخروج من منطقة رفاهيته وصورته التي شكلتها التلفزة وطلبت منه أن يكسب وزنا زائدا ويتخلى عن اللحية وظهر في صورة جديدة وكان معطاء ككل الممثلين في الفيلم.
وعن التصوير في “توزر”، أشار المخرج مهدي البرصاوي إلى أن النية لم تكن إظهار صورة جميلة لكن الفكرة كانت رسم ملامح الرحلة من الجنوب إلى الشمال، رحلة في داخل تونس دون كليشيهات.. صورت توزر كما أراها بعيدا عن الصور النمطية للسياح عن بلادنا”.