تعرض أستاذ فلسفة يوم أمس السبت 14 ديسمبر 2024، للاعتداء بالعنف الجسدي الشديد كذلك العنف اللفظي من قبل تلميذ بالسنة الأولى من التعليم الثانوي بمعهد فرحات حشاد برادس، وذلك أثناء قيامه بواجبه المهني المتمثل في مراقبة الاختبارات التأليفية خلال الأسبوع المغلق.
وقد استوجبت هذه الحادثة نقل الأستاذ إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، حيث تحصل على تسخير طبي من قبل الوحدات المختصة كذلك على شهادة طبية تثبت تعرضه للاعتداء.
في تصريح لموقع “ريالتي أون لاين”، كشف أستاذ الفلسفة الذي تعرض للاعتداء في المعهد، تفاصيل الحادثة. وقال الأستاذ إنه أثناء مراقبته لاختبار تأليفي لتلاميذ السنة الأولى من التعليم الثانوي، لاحظ أن أحد التلاميذ كان يحاول الغش باستخدام طرق متعددة، مما يتعارض تمامًا مع القوانين الداخلية للمؤسسة التربوية.
وقد طلب الأستاذ من التلميذ عدة مرات التوقف عن محاولات الغش، مؤكداً له أن هذه التصرفات غير مقبولة وتعرضه للمسائلة. لكن التلميذ رفض الاستجابة تمامًا لهذا الطلب، مما دفع الأستاذ إلى اتخاذ القرار الصارم بطلبه تسليم ورقة الامتحان والخروج من القاعة. لكن التلميذ رفض الامتثال لهذا الأمر، مما تسبب في تصاعد التوتر بينهما.
ومع إصرار التلميذ على عدم المغادرة، تطور الخلاف بشكل مفاجئ. وفقًا لتصريحات الأستاذ، لم يكتفِ التلميذ بالتمادي في رفضه، بل قام بالاعتداء عليه باللكم على وجهه مما تسبب له بأضرار جسيمة، بل وأصر التلميذ على الإساءة للأستاذ بشكل لفظي، حيث شتمه بعبارات نابية وغير لائقة، تضمنت سب الجلالة، مما زاد من حدة الموقف.
وتابع الأستاذ قائلاً إنه بعد هذا الاعتداء، شعر بالذهول والصدمة من تصرف التلميذ، وتقدم بشكوى رسمية ضد الأخير، مشيرًا إلى أنه لا يمكن السكوت عن مثل هذه التصرفات التي تهدد سلامة المعلمين وتساهم في نشر ثقافة العنف داخل المؤسسات التعليمية.
من جانب آخر، يؤكد الأستاذ أن هذه الحادثة ليست إلا نتيجة لتراكمات من العنف المدرسي الذي بدأ في التصاعد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، ويطالب بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة العنف في المدارس وحماية حقوق الأساتذة.
في أعقاب الحادثة، تقدم الأستاذ بشكوى رسمية ضد التلميذ، وتم فتح محضر بحث قضائي بتاريخ 14 ديسمبر 2024 لمتابعة التحقيقات في هذا الشأن.
هذه الحادثة تأتي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من وقوع حادثة مأساوية أخرى، لازلت جراحها لم تندمل ..حيث أقدم أستاذ التربية الإسلامية الفاضل الجلولي على الانتحار حرقًا في27 نوفمبر 2024 بعد تعرضه لحملة تنمّر واسعة من قبل تلاميذه على منصات التواصل الاجتماعي، ما أثار استياء واسعاً في الوسط التعليمي والاجتماعي.
وتثير هذه الحوادث تساؤلات بشأن واقع العنف المدرسي والتنمّر في المؤسسات التعليمية في تونس، وأهمية اتخاذ تدابير صارمة لحماية الهيئات التعليمية من الاعتداءات، فضلاً عن ضرورة تعزيز التوعية بقيم الاحترام المتبادل في الأوساط المدرسية.