على هامش عرض فيلم “ضي” للمخرج كريم الشناوي في افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي فيودورته الرابعة، تحدث الكاتب والسيناريست هيثم دبور لرياليتي أون لاين عن خصوصية هذه الرحلة السينمائية التي تجمع بين رحلة الطريق وسحر الواقع.
وفي هذا السياق، قال إن فكرة الفيلم تبادرت إلى ذهنه حينما كان منعزلا تماما خلال رحلة طويلة في مشروع عمل وظلت تراوده ولكنه لم يكتبها رغم أنه كان يرى كل تفاصيلها إلى أن خطها بشكلها الخام على ورقة مازال يحتفظ بها.
وعن مدى التطابق بين رؤيته على مستوى الكتابة ورؤية المخرج في التصوير، قال إن الفيلم اتخذ الشكل الذي تخيله، مشيرا إلى أن هذا المشروع لم يشهد نقاشات طويلا مع كريم الشناوي الذي تبنى الفيلم منذ أن قرأ السيناريو
“ببني وبين كريم بيننا نوع من التفاهم في شكل الأعمال ونلتقي دائما” أضاف هيثم دبور قبل أن يتحدث عن الصعوبات التي واجهتهما على مستوى تحقيق أحلامهما وما يرتبط بذلك من صعوبات على مستوى التصوير.
ومن هذه الصعوبات تعدد أماكن التصوير واختلاف خصوصياتها وما تطرحه من إشكاليات إنتاجية واجهها هيثم دبور وكريم الشناوي بما أنهما طرف في الإنتاج، إذ يحاولان باستمرار تحقيق المعادلة بين القيم الجمالية والفنية والظروف الإنتاجية.
“هذه المعادلة ليست سهلة على الإطلاق لكننا عزمنا على تحقيقها ليؤمن المنتجون بصناعة هذه النوعية من الأفلام ويشاركوا فيها” أضاف دبور قبل أن يتحدث جوهر الفيلم إذ يرى أنه عبارة عن أمواج بين الإحباط والأمل على غرار الحياة الواقعية.
في سياق متصل، قال ” لم يكن يهمني وصول الشخصيات إلى مبتغاها ام لا ولم أجب على هذا السؤال وانا أكتب، فالحياة عبارة عن أمواج من الفرح الشديد يعقبها حزن أو العكس.. الجملة الأساسية يقولها “ضي”(بطل الفيلم) لأخته “بعد كل ضي بيجي ليل وآخر كل ليل لازم الضي يبان”.
المساحة الأساسية في الفيلم أنه هناك ضي وهناك ليل .. والفكرة أن نقتنص اللحظات المضيئة ونصدق بعضنا البعض فيها، قال المؤلف أحمد دبور قبل أن ينغمس في الحديث عن عشقه للكينغ محمد منير
عن تأثيرات أغاني محمد منير في الفيلم قال ” أنا محب لمنير أحفظ كل أغانيه وحفلات وتواريخها وقد تفاجأ بهوسي به حينما اجتمعنا للحديث عن الفيلم.. كنت أرى أن أغانيه تحتاج إلى تخليدها في رحلة جميلة..طول الوقت أشعر أن الأغاني وصوت الكينغ جزء من الرحلة”.
يشار إلى أن فيلم “ضي” يروي قصة طفل ألبينو تلاشت مادة الميلانين من خلاياه وتركت نورا في وجهه لا يدركه إلا من يبصر العالم بطرف قلبه، يقاوم يوميا من أجل الحياة والحلم.
هذا الطفل الذي يستمد اسمه من الضي الذي يغمر وجهه يواجه مرارا العتمة المتراكمة على أعتاب العنصرية والتمييز ورفض الآخر المختلف والإمعان في أذيته.
على إيقاع حياة هذا الفتى الذي آنس صوته العذب غربته وسط محيطه تمضي أحداث فيلم “ضي” للمخرج كريم الشناوي وتأليف هيثم دبور وتتشكل معالم رحلة موغلة في المكان وفي الإنسانية.