احتضنت دار الشباب بالقلعة الكبرى مساء هذا السبت 28 ديسمبر حفل اختتام الدورة الأولى لتظاهرة “يلا نعزف يلا نغني” التي انطلقت فعالياتها منذ يوم الخميس الفارط وينظّمها تحت إشراف المندوبية الجهوية للشباب كل من معهد رنين للموسيقى بإشراف دلالة جاء بالله حلاوة وجمعية أطفال مبدعون ويرأسها جمال حلاوة ودار الشباب التي يرأسها الناصر دردور ويشرف على هذا النشاط المؤطر رشيد الصيد.
وقد شهد هذا الحفل الغنائي الذي يعتبر تتويجا لثلاثة أيام متواصلة من التدريبات الماراطونية على العزف والغناء حضورا مكثّفا من قبل أولياء الأطفال والشبان المشاركين بالإضافة إلى ممثلي السلط المحلّية الممثلة في معتمد القلعة الكبرى بهاء الدين اليحمدي ورئيس المجلس المحلي عبد الحميد الساحلي وممثلي جمعيتي اشراق للثقافة والفنون عبد الحكيم بلعيد وجمعية ابن رشد للفكر والإبداع توفيق بوغدير.
وعلى امتداد أكثر من ساعتين استمتع الحضور بوصلات موسيقية وغنائية أداها بكل اقتدار ما يناهز عن السبعين طفلا وشابا ينتمون الى معهد رنين ونادي الموسيقى بدار الشباب وكذلك الى دار الشباب البحاير بحمام سوسة التي التحقت بركب هذه التظاهرة وساهمت أيضا بأغنية “بحذا حبيبتي” أدتها التلميذة رماح القلّي.
كما كان هذا اللقاء الذي ساهمت في تأمينه تنظيميا الجمعية التونسية للتطوع فرع القلعة الكبرى، مناسبة لاكتشاف العديد من المواهب الموسيقية و الصوتية التي استمتع الحاضرون اليها وأبدوا إعجابا كبيرا بها من ذلك الطفل ساندي عاشور الذي أدى أغنية “الحلوة دي” وابنة نادي الموسيقى بدار الشباب “ولاء فتح الله الباجي” التي أدت أغنية “سهر الليالي” وكذلك الشابة ولاء البوكاري. ولعلّ ما ساعد في دفع هؤلاء الشباب والأطفال إلى إظهار كم كبير من الطاقات والمواهب التي يحتكمون عليها هي حسن التأطير والتوجيه المناسب من مايسترو الحفل والأستاذ بمعهد رنين للموسيقى فهمي بوجرة وكذلك عازف القانون جمال حلاوة.
واختتمت هذه الأمسية الفنية الطربية التي قدّم فيها الكورال الغنائي وصلات مختلفة على مقامات موسيقية متنوعة كمقام المزموم( كلمة من فمك، عرضوني زوز صبايا) والحسين (يا ناس جرتلي غرايب) اضافة الى مقطوعة “النهر الخالد” التي كانت معزوفة الافتتاح، بحفل توزيع شهائد التكريم للمشاركين من أبناء الجهة تحفيزا لهم وتشجيعا على الإقبال على الفن ومن أجل “تعزيز العمل الثقافي والنهوض بالذائقة الفنية والإبداعية في مجال العزف والغناء ومدّ جسور التواصل بين الأطفال والشباب” كما صرح بذلك المشرفون على هذه التظاهرة في تصريح سابق لرياليتي اونلاين بالعربية.
تجدر الإشارة الى أن دار الشباب القلعة الكبرى شهدت منذ مدة نقلة نوعية من الناحية اللوجستية حيث تم تجهيزها خصوصا باستيوهات اذاعية وتلفزية من أحدث طراز من أجل استقطاب شباب الجهة والاستثمار الايجابي في طاقاتهم ومواهبهم وتمكينهم من التعبير بكل حرية عن أهدافهم وأحلامهم وابلاغ أصواتهم وأفكارهم. وما يحسب لهذا الصرح الشبابي بالحهة الديناميكية الكبيرة التي تميز أنشطته وذلك بفضل رؤيا واضحة وأهداف مرسومة بدقة من طرف المسؤولين على هذه المؤسسة الشبابية.