اعتبر الطيب الزهار، مؤسس نزل الحمراء طالسو أن المشاكل المتعلقة بالنقل الجوي تعتبر من ابرز العراقيل التي تحول دون تطوير السياحة في تونس في أفضل الظروف.
وأكد ضيف برنامج Destination Tourisme من تقديم مهدي القنطاوي على موجات إذاعة RTCI اليوم السبت 28 فيفري 2025 أن شركة الخطوط التونسية لا تمتلك أسطولًا كافيًا لتلبية الطلب المتزايد من قبل السياح الراغبين في زيارة تونس. كما أوضح أنه في ظل غياب اتفاقية السموات المفتوحة، لا بد من البحث عن حلول بديلة وتنفيذها سريعًا من قبل وزارة النقل وديوان الطيران المدني والمطارات.
وشدّد الطيب الزهار على ضرورة تخفيف القيود المفروضة على هبوط الطائرات في بعض المطارات التي لا تُستغل بالشكل الكافي، على غرار النفيضة ومطار طبرقة ومطار توزر والتي تعمل حاليًا بنسبة 20 إلى 30% فقط من طاقتها الاستيعابية.
واعتبر انه من الضروري أن تجتمع وزارتا السياحة والنقل حول طاولة الحوار لإيجاد حلول عاجلة مشيرا إلى ان نقص الرحلات الجوية لا يجب أن يكون عائقا امام الموسم السياحي القادم الذي يبدو واعدًا حسب التقديرات الاولية.
و دعا إلى في هذا الصدد الى اتخاذ تدابير فورية لتخفيف الإجراءات الإدارية المفروضة على شركات الطيران التي تؤمن رحلات إلى تونس، دون الإضرار بمصالح الناقلة الوطنية.
من جهة أخرى، اعتبر الطيب الزهار أن الاكتفاء بالترويج لتونس الجمهويرة كوجهة سياحية موحدة لا يعد ناجعا مشيرا إلى أنه من الضروري العمل على إبراز خصوصيات كل منطقة والترويج لها على حدا من خلال خلق هوية سياحية خاصة بها.
اشار في هذا السياق الى أن المنطقة السياحية ياسمين الحمامات تختلف عن توزر والسياحة الصحراوية، كما يجب أن يكون لطبرقة طابع مختلف مضيفا انه من الضروري تحديد نقاط قوة كل منطقة والاستثمار فيها وفقًا لخصائصها.
واشار في هذا السياق الى عدم استغلال التراث التاريخي بمنطقة قرطاج الاثرية بطريقة حديثة مقترحا في هذا الصدد إنشاء متحف تفاعلي أو مدينة قرطاجية تحاكي الحضارة القرطاجية مع توظيف الابتكار والتكنولوجيا عبر الاستفادة من خبرات الشركات الناشئة التونسية.
كما أكّد على ضرورة تطوير الوجهات السياحية التونسية خارج النمط التقليدي، معتبرًا أن جزيرة جربة يجب أن تتجاوز السياحة الشاطئية، فيما يمكن أن تتحوّل طبرقة إلى وجهة سياحية بحرية مفضلة لدى الجزائريين والسياح القادمين من دول الخليج. أما في ياسمين الحمامات، فقد دعا إلى إقامة ملاعب غولف عبر استغلال الأراضي الدولية غير المستغلة، مؤكدًا على أهمية إنشاء شركة تنمية خاصة بالغولف، ما سيسمح لأصحاب الأراضي بتثمين ممتلكاتهم وجذب نوعية عالية من السياح.
من جانب اخر اعتبر الطيب الزهار أن الموسمية تعد من أبرز التحديات التي تواجه السياحة التونسية مؤكدًا أن الحل يكمن في تنويع الأنشطة والمنتوجات السياحية. قائلا: ان نجحنا في جعل وجهة شاطئية فاخرة، و الحمامات وجهة سياحة الغولف بامتياز، فلن نواجه مشكلة الموسمية بعد اليوم.
كما شدّد على أهمية تطوير السياحة الريفية، التي تشهد طلبًا متزايدًا على المستوى الدولي، معتبرًا أنها قد تكون رافدًا مهمًا لتنمية المناطق الداخلية. وأوضح أن هذه النوع من السياحة تدر عادة مداخيل أعلى لكل ليلة مقارنة بالسياحة الشاطئية.
وفيما يتعلق بتمويل القطاع السياحي، اعتبر الطيب الزهار أن القروض الحالية الممنوحة لأصحاب النزل غير ملائمة ولا تمتد لفترات كافية لضمان تنمية مستدامة. معتبرا انه من الضروري اعادة النظر في تمويل السياحة، وإيجاد حلول جذرية للفنادق التي تعاني من الديون والتي تجد نفسها مضطرة إلى الإغلاق.
ودعا في هذا الصدد إلى تبنّي رؤية استراتيجية حقيقية لتحديث العرض السياحي التونسي واستقطاب فئة سياحية ذات قدرة إنفاق أعلى.
واشار الى ان النزل المغربية تسجل نسب إشغال أعلى بكثير خلال على مدار السنة مشددًا على ضرورة اعادة النظر في السياسات السياحية التونسية بشكل عميق.
واعتبر ان العائدات المالية التي يحققها كل سائح في زيارة الى تونس تبقى اكثر اهمية من تعداد عدد السياح الذين يزورون البلاد .