على إيقاع تاريخها الزاخر تتوشح المدينة العتيقة بتونس مرة أخرى بالنور في تظاهرة “ضوي المدينة” التي تقترح كعادتها برنامجا متنوعا ومختلفا يراوح بين جمالية العروض الفنية وسحر المكان.
“ضوي المدينة”، تظاهرة تهدف إلى تثمين التراث الثقافي التونسي، يتم تنظيمه في إطار برنامج “تونس وجهتنا”، بالشراكة مع وزارة السياحة والديوان الوطني للسياحة وبلدية تونس وبرنامج تونس وجهتنا بالتعاون مع مشروع تعزيز السياحة المستدامة الممول من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع شركاء آخرين.
ويلتزم برنامج “تونس وجهتنا”، برؤية شاملة في علاقة بتنويع السياحة في تونس وتعزيز جاذبيتها مع الحفاظ على بيئتها الطبيعية، بالإضافة إلى تنشيط الاقتصاد المحلي والاحتفال بأصالة ثقافتها وتراثها.
ويقوم هذا البرنامج على تعزيز السياحة المستدامة، وتطوير الصناعات الحرفية المحلية، والتعريف بمعالم تاريخية بالمدينة العتيقة والمحافظة على ثراء تراث البلاد.
وفي نسختها الخامسة تقترح تظاهرة “ضوي المدينة” التي تنتظم من 15 إلى 22 مارس الجاري تجربة فنية وحسية من خلال معارض الصور، وتذوق أطباق خاصة، و الإضاءة الفنية في زوايا وأركان المختلفة في المدينة العتيقة لينغمس الزوار في فضاء يراودني كل الحواس.
ديناميكية اقتصادية على إيقاع الانغماس في التاريخ
وتهدف هذه الفعالية إلى إعادة وضع مدينة تونس العتيقة كمركز رئيسي للسياحة الثقافية لكل من التونسيين والزوار الأجانب، كما تسعى في الوقت نفسه إلى تعزيز شعور السكان المحليين بالانتماء إلى تراثهم، مع تحفيز الأنشطة الاقتصادية المحلية وخلق الثروة.
وتتمحور هذه الأهداف حول الترويج للتراث الثقافي والمعماري بفضل الإضاءات الفنية، إذ سيتم تسليط الضوء على المعالم التاريخية مثل باب بحر، باب المنارة وجامع الزيتونة، مما يتيح للزوار إعادة اكتشاف هذه الكنوز بشكل مغاير.
كما تشمل دعم الحرفيين المحليين عبر تسليط الضوء على أعمالهم وتثمين “صنعتهم” ذات الجودة العالية وتقديمها كبديل للمنتوجات المصنّعة التي يتم إنتاجها بأعداد كبيرة، تنشيط الإقتصاد وتحفيزه، من خلال الحركية التي تعرفها المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية بسبب توافد جمهور التظاهرة على المدينة.
وتضم، أيضا، تعزيز السياحة الثقافية في تونس، بالجمع بين التقاليد والحداثة، تستقطب “ضوّي المدينة” جمهورا محليا وأجنبيا، مما يعزز صورة تونس كوجهة سياحية مميزة، وإحداث تأثير دائم، إذ سيتيح نظام اقتطاع التذاكر إمكانية جمع البيانات لفهم توقعات الزوار بشكل أفضل وتحسين الدورات المستقبلية.
فسيفساء من الأنشطة والفنون..
تتوزع الأنشطة على عدة أماكن والكثير من الفعاليات، بين ندوات ولقاءات فكرية، ورشات تكوين في إنتاج العطورات وصناعة الجلد، الخط العربي، الفخار دون أن ننسى الموسيقى والحفلات اليومية التي ستحتضنها دار حسين مقر المعهد الوطني للتراث بباب منارة انطلاقا من العاشرة والنصف مساء، وهي “موزاييك صوفي”، فوزي الشكيلي، دندري اسطنبالي، أحمد ليتيّم ثم ختاما مع الثنائي محمد البرصاوي وفاتن العربي
وسوق الحرفيين هو أحد الفعاليات الهامة للتظاهرة، حيث يمثل ذلك فرصة فريدة للحرفيين لبيع منتجاتهم، مع أسعار خاصة لسكان المدينة العتيقة.
كما توجد أجنحة مخصصة للإبداعات التقليدية والحديثة: المجوهرات والمنسوجات والتحف الزخرفية ومنتجات الطهي المستوحاة من التراث العربي الإسلامي.
وستساهم الإضاءات الفنيةفي إبراز المعالم والأبواب الرئيسية في المدينة، مثل باب المنارة ومئذنة مسجد يوسف داي وكنيسة “سانت كروا” وغيرها من المواقع الرمزية.
وستحول هذه الإضاءة بالتعاون مع برنامج “Interférences”، المدينة إلى مسار ضوئي ساحر يحتفي بثراء تراثها المعماري مع خلق أجواء ساحرة.
وسيشمل البرنامج الثقافي المتنوع كل مساء محاضرات موضوعية تتيح استكشاف الفترات المختلفة في تاريخ المدينة العتيقة (الأندلسي، البربري، الإسلامي) في دار حسيين.
وفي ما يخص عروض الأفلام، سيتم عرض أفلام تم تصويرها في المدينة العتيقة في دار حداد، زيادة عن عروض الشارع في ساحة “التريبونال” وحديقة سيدي مفرج، وتتكون من عروض رقص معاصر وعروض فنية معاصرة.
وستحتضن كنيسة “سان كروا” الواقعة بنهج جامع الزيتونة، حفلات موسيقية حميمة وعروض فنية، في أجواء فريدة.
وستختتم التظاهرة في ساحة القصبة بسلسلة من السهرات التي لا تُنسى، وتشمل هذه الفعاليات حفلات موسيقية عامة تحتفي بالتقاليد العربية الإسلامية، وتجمع بين الآلات الموسيقية التقليدية واللمسات المعاصرة.
ولعشاق التراث الغذائي تقترح نظاهرة “ضوي المدينة” ركن الطعام الذي يقدم أطباقا رمضانية تقليدية، مما يخلق جوا حميميا بين المشاركين في فعالياتها.