حددت هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس موعد جوان المقبل لمحاكمة خلية تكفيرية خططت للقيام بأعمال إرهابية بالعاصمة.
وقد أحالت دائرة الاتهام المختصة في النظر في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بتونس ملف القضية المذكورة على أنظار هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الإرهاب بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب.
وشملت الأبحاث أحمد المالكي المكنى “الصومالي” و37 متهما خططوا للقيام بعمليات إرهابية متزامنة بالعاصمة.
تحركات مشبوهة
وكانت قد توفرت معلومات لدى أعوان الوحدة الوطنية الأبحاث في جرائم الإرهاب بالقرجاني مفادها أن العنصر التكفيري محمد العدولي على اتصال بعناصر إرهابية موجودة في تونس وخارجها.
وقد أبدى هذا العنصر تحركات مشبوهة وهو ما يرجح علاقته بأفعال قد تمس من سلامة التراب الوطني وللغرض تم القبض عليه كما تم القبض على عنصر تكفيري كان يتواصل مع المتهم المذكور و8 متهمين آخرين.
وكشفت الأبحاث ايضا ان الارهابية “ف و” التي غادرت البلاد التونسية قد ربطت علاقات مع عدة تكفريين في تونس وكلفت أحدهم بشراء مجموعة من المعدات والتجهيزات الإلكترونية بهدف إرسالها الى العناصر الارهابية المتحصنة بالجبال التونسية.
كما تبين أن 12 منتميا لتنظيم أنصار الشريعة المحظور قد غادروا البلاد التونسية وتحولوا الى إحدى بؤر التوتر وانضموا إلى التنظيمات الإرهابية وتلقوا تدريبات بهدف ارتكاب جرائم إرهابية.
تهم ثقيلة
وقد وجهت للمتهمين تهما تعلقت بالانضمام عمدا بأي عنوان كان داخل تراب الجمهورية وخارجه إلى تنظيم ووفاق إرهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية، وتلقي تدريبات بأي عنوان كان داخل تراب الجمهورية وخارجه بقصد ارتكاب جرائم والسفر والعزم المقترن بعمل تحضيري على السفر خارج تراب الجمهورية بغاية ارتكاب جرائم ارهابية والتحريض عليها وتلقي وتوفير تدريبات لارتكابها بأي وسيلة كانت.
ومن التهم، أيضا، المواد والمعدات والتجهيزات لفائدة تنظيم إرهابي ولفائدة اشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية، وإفشاء وتوفير ونشر معلومات مباشرة وبواسطة بأي وسيلة كانت لفائدة تنظيم أو وفاق إرهابي، وتوفير بأي وسيلة كانت أسلحة وذخيرة، والامتناع ولو كان خاضعا للسر المهني عن إشعار السلط ذات النظر حالا بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال وما بلغ إليه من معطيات أو إرشادات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية أو احتمال وقوعها أو ارتكابها وكانت كلها مرتكبة من تنظيم إرهابي.
كما تشمل التهم استعمال بطاقة تعريف محتوية على حالة مدنية غير حالته وانتحال اسم الغير لنفسه، والتبرع بأموال وجمعها وتقديمها مع العلم بأن الغرض منها تمويل ارتكاب أي من الجرائم الواردة بالفصةل 14 و35 من القانون الأساسية عدد 26 لسنة 2015 المتعلق بمكافحة الارهاب وغسيل الأموال.
سوريا وجبهة النصرة
وباستنطاق المتهم الرئيسي أكد أنه تم إيداعه السجن خلال سنة 2005 على خلفية تبنيه الفكر المتشدد ومحاكمته بـ3 سنوات وإثر الثورة تمتع بالعفو التشريعي وخلال سنة 2014 سافر عبر مطار تونس إلى تركيا ثم تحول إلى القطر السوري وقد تبنى أفكار جبهة النصرة وتولى التدريس والتحكيم بالجبهة المذكورة.
كما أفاد المتهم بأنه قضى 6 أشهر في سوريا ثم عاد إلى تونس وفي مناسبة ثانية عاد إلى سوريا حيث قضى هناك 8 أشهر.
وبين المتهم أنه نشط ضمن الجناح الإعلامي لأنصار الشريعة المحظور إلا انه لم يلتق ب “أبو عياض” ولم يتلق دروسا من “الادريسي”.
كلاشنكوف وهويات مفتعلة
وباستنطاق المتهم الثاني وهو مهندس إعلامية أكد انه خلال سنة 2015 وإثر حصول العملية الإرهابية التي راح ضحيتها أعوان الحرس الرئاسي بشارع محمد الخامس تم إخضاعه للإقامة الجبرية بسبب رجوعه من العراق.
وبالتحري معه حول سلاح الكلاشنكوف الذي تم حجزه أكد أنه هو من أرشد أعوان الأمن عن مكانه، مبينا أن السلاح الناري المذكور تم اقتناؤه من بن قردان وقد طلب منه إخفاءه ليتحول إلى ريف مرناق حيث ابتعد عن منزله وألقى السلاح الناري بالغابة بين الأشجار دون اخفائه تحت التراب.
واعترف المتهم انه كان يتنقل بهويات مفتعلة وذلك بعد عرض المحجوز عليه والمتمثل في 3 نسخ من بطاقة تعريف وطنية لاشخاص مختلفين ومخزن معلومات و4 شرائح نداء.
اعترافات الصومالي
وباستنطاق الارهابي احمد المالكي المكنى “الصومالي” أشار إلى أنه منذ شهر فيفري 2014 مودع بالسجن لاتهامه بتهم ذات صبغة ارهابية وخلال سنة 2018 تمت محاكمته بثبوت إدانته والحكم عليه بالسجن مدى الحياة في خصوص ضبطه مع 3 إرهابيين بحي النسيم أريانة وبحوزتهم أسلحة “فال وبيكا”.
كما لفت إلى أنه موقوف على ذمة قضيتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وبسؤاله عن الارهابي “ك” أكد أنه يعرفه معرفة جيدة وسبق وأن نشط معه قبل إيداعه السجن صلب تنظيم أنصار الشريعة المحظور وقد تمكن من مغادرة تونس والتحول إلى سوريا.
كما بين الصومالي أن مختلف الموقوفين معه كانوا ضمن الجناح الاعلامي لتنظيم انصار الشريعة المحظور.