بقلم محمد علي خليفة*
صدر أخيرا عن دار “تعلم للنشر والتوزيع” كتاب “ألغام غرفة الأخبار” للصحفي السوري آلجي حسين، متضمنا جوانب من سيرته المهنية وأسرارا عن غرفة الأخبار وخطورتها، حتى أنه ذهب إلى حد تشبيه “زر النشر” بـ”الزر النووي”.
والكتاب، الواقع في 100 صفحة من القطع المتوسط، هو الإصدار الأوّل للصحفي السوري المقيم في الإمارات، وهو مزيج من السيرة الذاتية العملية والأفكار النظرية المتعلقة بعلوم الإعلام والاتصال وصناعة الرأي العام ودراسة أثر الخبر في تشكيل وعي جماهيري وتحديد اتجاهاته وسلوكاته.
ويقول المؤلف إن محرر الأخبار عليه السير في “حقل ألغام”، أو حتى في منجم فحم. “فقد ينفجر بك لغم في أي لحظة”، متابعاً: “إنها غرفة الأخبار، أيتها السيدات وأيها السادة، من تحدّ إلى آخر! إنه عالمي، عالم الأخبار”. (ص 13).
وفي الكتاب تجد صدى لكواليس غرفة الأخبار التي تتسارع فيها الأحداث وتتزاحم، فتضع المحرر أمام اختبار الاختيار، اختيار الأهم من المهم، والأنسب والأشد أثرا على الجمهور، وهذا يتطلب جهدا مضنيا واجتهادا ذهنيا ومعرفيا في انتقاء الكلمة المناسبة في السياق الملائم، فـ “الكلمة رصاصة”، يجب حسن استخدامها وانتقائها ووضعها في سياقها الصحيح، إنسانياً ومهنياً.
وينقسم “الغام غرفة الأخبار” إلى 10 أقسام، بدأها المؤلف بـ”الأخبار لذة وأذى” فـ”الكلمة رصاصة في حقل ألغام”، مرورا بـ”زر النشر أم النووي” و”الأخبار المروعة” و”القوة الناعمة للأخبار” وغيرها من الفصول التي تجوّل فيها آلجي حسين بين غرفة الأخبار ومتطلباتها الذهنية والفكرية، وفتح نافذة على بعض من تجاربه الميدانية، خصوصا في مدينة الرقّة السورية التي أدّى فيها مهام صحفية محفوفة بالمخاطر والألغام بعد انسحاب “داعش” منها، وأعدّ سلسلة تقارير صحفية تكللت بالفيلم الوثائقي “وشم النار”.
ويزخر الكتاب بالاقتباسات التي تكشف عن ثراء المرجعية الفكرية لمؤلفه، مرجعية تنهل من الأدب والفلسفة وعلوم الاجتماع، وفي “ألغام غرفة الأخبار” تجد صدى لتاريخ الصحافة والإعلام، من الطباعة إلى الصورة، من الصحافة الورقية إلى الالكترونية، مرورا بالإذاعة والتلفزيون، ووصولا إلى زمن السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي.
والكتاب بذلك يمكن أن يكون وثيقة مرجعية لطالب الصحافة أو لمن بدأ خطواته الأولى في اقتحام غرفة الأخبار وعالمها المليء بالمفاجآت والمخاطر والمسؤوليات.
يُذكر أن آلجي حسين صحفي وكاتب ومدرب إعلامي سوري من أصل كردي، يحمل الإقامة الذهبية في الإمارات، عن فئة “النوابغ من المواهب”، وهو عضو فاعل في منظمات صحفية عدة، وتدرج في مناصب إعلامية عدة، منها مراسل صحفي، محرر، محرر أول، سكرتير التحرير، رئيس قسم المراسلين، رئيس قسم الثقافة، رئيس قسم المجتمع، رئيس قسم السياسة، نائب مدير التحرير، مدير التحرير، مستشار إعلامي، وغيرها.
ونال مؤلف الكتاب عشرات التكريمات والجوائز داخل الإمارات وخارجها، وخضع للعديد من الدورات التدريبية الإعلامية، وسافر في مهمات إعلامية في مناطق ساخنة بالأحداث في العالم، كالعراق وسوريا والصومال، وتحصل على الماجستير والبكالوريوس في الإعلام، ويجيد التحدث باللغات الكردية والعربية والانقليزية.
*صحفي تونسي