"حركة الضباط الاحرار في تونس" اسم صفحة ظهرت منذ أيام لتتداول في الأوضاع في تونس، وفي تسميتها إحالة إلى حركة الضباط الأحرار في مصر وما تبعها من تغييرات محورية فيها.
وإن كان عدد متابعي الصفحة قليلا في أيامها الأولى، إلا أن إنشاءها ليس اعتباطيا وليس بريئا ويحمل قراءات كثيرة وفيه دعوات مبطنة لكتابة سيناريو تكون فيه البطولة للقوات المسلحة دون الأخذ بعين الاعتبار أن تونس ليست مصر.
ويبدو أن بعض المفلسين من الأفكار ومن التصورات ليس بمقدرتهم إلا الركون إلى سيناريوهات وجدت طريقها إلى الحقيقة في بلد آخر دون تقدير مدى مواءمتها للأوضاع في تونس وما يمكن أن ينجر عنها من عواقب.
هذه الصفحة التي تأسست يوم الخامس من جانفي الجاري، نشرت ثلاث تدوينات وصفتها بالبرقيات وتحدثت فيها عن عش الدبابير وعن غرفة عمليات موازية وعن خلفيات إقالة وزيرة التجارة.
أحاديث خطيرة تستوجب المساءلة القانونية والتثبت في تفاصيلها على اعتبار أنها تتعلق بالأمن الداخلي وفيها تحريض وتجييش، وتدفع إلى التساؤل عن الجهة التي تقف وراءها وعن الهدف من إنشائها في هذا التوقيت.
وما يعمق التساؤلات هو تعريف الصفحة لحركة الضباط الأحرار، إذ ورد فيها "حركة الضباط الأحرار هي حركة لا علاقة لها بالسياسيين وصراعاتهم ولا بالميلشيات غير المنظمة وغير المهيكلة علنا بل نعمل تحت راية الدولة وشعار الجمهورية ولا نصطف مع أي طرف ضد أي طرف ".
وفي تعريف الحركة معطى يكتسي خطورة كبيرة إذ جاء في التعريف "هي حركة تنشر المعلومات الاستخبارتاية"، الأمر الذي يحيل، بقطع النظر عن صحته من عدمه، على التشكيك في الاستخبارات والإشارة إلى كونها مخترقة وهو ما يزيد من هز ثقة المواطن في أجهزة الدولة.