هديل الهمامي-في أمسية امتزج فيها عبق الموسيقى بروح الشباب، أطلّ الفنان مهدي الصغير، المعروف بـ”سي لمهف”، على مسرح الأوبرا ضمن فعاليات الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية، ليقدم عرضًا لا يُنسى. الحفل لم يكن مجرد أداء موسيقي، بل رحلة مشحونة بالطاقة والعواطف، حيث تماهى الفنان مع موسيقاه وجمهوره في تجربة حيّة متكاملة.
جمهور متفاعل ووحدة استثنائية
الجمهور، الذي غلبت عليه الفئة الشبابية، بدا في انسجام تام مع سي لمهف. أغانيه كانت محفورة في ذاكرتهم، يرددون كلماتها عن ظهر قلب، وكأن كل أغنية تحولت إلى نشيد مشترك يُعبّر عن أحاسيسهم. شعور بالانتماء والوحدة سيطر على القاعة منذ اللحظة الأولى وحتى ختام الحفل، حيث اختفت الحدود بين الفنان وجمهوره، لتصبح الموسيقى الرابط الوحيد الذي جمع الجميع في لحظة إنسانية نادرة.
استعاد الجمهور خلال الحفل أشهر أغاني سي لمهف، من بينها “هنيني عليك” “واقف عالبلار” “حجر” “AH” و”AY AY AY”. ومع كل أغنية، كانت المشاعر تتأجج أكثر، لكن اللحظة الأبرز جاءت عندما توقفت الموسيقى فجأة، ليُفاجَأ الجميع بعرض زواج وسط العرض. وكأن أغنية “هاني معاك” تحوّلت إلى واقع حيّ، لتشهد خشبة المسرح على قصة حب جديدة تنبض بالحياة.
أداء استثنائي وفريق موهوب
الأداء الموسيقي كان في قمّة الإبداع، بفضل الفريق الموهوب المصاحب لسي لمهف. “منظر مولى” و”أيمن الماجري” أضافا أبعادًا فنية رائعة على الغيتارالكتريك، بينما أبدع “محمد أيمن كومباس” على الباتري في رسم إيقاعات متجددة. الموسيقى بدت وكأنها لوحة حيّة، تُترجم المشاعر الإنسانية إلى ألحان تأسر القلوب.
وفي حديثه لـرياليتي أونلاين، أعرب سي لمهف عن سعادته الكبيرة وفخره بالحفل، مشيرًا إلى أن هذه الليلة كانت استثنائية بالنسبة له. وقال: شعرت بعمق تفاعل الجمهور مع موسيقاي، وهذا ما يجعلني أطمح دائمًا لتقديم الأفضل في كل عرض.
كما تحدث عن قرب صدور ألبومه الجديد، واعدًا بأن يحمل هذا الألبوم نفس الشغف والتميز الذي تعوّد عليه جمهوره، ليبقى علامة فارقة في مشواره الفني.
ليلة أمس لم تكن مجرد حفلة موسيقية؛ بل كانت تجربة إنسانية نابضة بالحياة، تظل عالقة في الأذهان كواحدة من أجمل ليالي أيام قرطاج الموسيقية.