تعيش ولاية سوسة من 4 الى 12 ماي 2024 على وقع الدورة الـ 22 من مهرجان الفداوي الذي تنظمه جمعية أحباء المكتبة والكتاب بسوسة بالتعاون مع المكتبة الجهوية.
ولعلّ من مميزات هذا الحدث السنوي الهام الذي يعتبر فرصة هامة لعرض التراث القصصي الشعبي أن فعالياته تتوزع على عدد كبير من المكتبات العمومية بالمعتمديات الراجعة بالنظر الى ولاية سوسة فضلا عن بعض الفضاءات المخصصة لفئات مجتمعية من ذوي الاحتياجات الخصوصية مثل مركز الإدماج الاجتماعي بسوسة أو قسم الأطفال بمستشفى فرحات حشاد وذلك لإضفاء بعد اجتماعي تضامني لهذه التظاهرة الثقافية.
فقرات تنشيطية وورشات تكوينية
بالإضافة الى يوم الافتتاح الذي سُيخصص لعرض فرجوي في فن الحكي ستشهد بقية أيام هذه التظاهرة العديد من الفقرات منها ملتقى الحكواتي الصغير Conteurs en Herbe في دورته الحادية عشرة الذي ينطلق يوم الأحد 5 ماي. وسيشارك في هذا لملتقى المزمع تنظيمه انطلاقا من العاشرة صباحا بفضاء الحكايات بالمكتبة الجهوية بسوسة العديد من ورشات الحكي بالمكتبات العمومية والمؤسسات الثقافية والتربوية. كما سينتظم في الإطار نفسه بفضاء الاتحاد الثقافي سيدي يحي (الخامسة مساء) فقرة “حكاية وغناية” بالتعاون مع جمعية الأنس للموسيقى بقيادة الأستاذ لسعد المؤخر.
كما ستنتظم بالمكتبة الجهوية بسوسة ورشات تكوينية مختلفة حول “أدوات وتقنيات الحكواتي في مسرحة القصة” من تأطير الاستاذ محمد دغمان (يوم 7 ماي) و”فن الحكي” تأطير الأستاذ كمال العلاوي (يوم 8 ماي) و قراءة الحكايات مثل Anne Wang (France)، Marie Isabelle Jandot (France) et “lecture de contes fantastiques” (يوم 9 ماي). هذا فضلا عن الورشة التطبيقية لإنتاج حكايات مسموعة ومرئية التي تنتظم بالتعاون بين المعهد العالي للفنون والحرف بقابس والمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة وجمعية أحباء المكتبة والكتاب بعنوان: من الحكاية الى الصورة «Du conte à l’image à travers le character design et l’animation».
في رصد حركة “الحكاية” وتنقّلاتها عبر مختلف الفنون
ستنتظم على هامش الدورة 22 لمهرجان الفداوي بسوسة ندوة فكرية ذات بعد بحثي وفني تحت عنوان “الحكاية وتحويلاتها في الفنون”. وستضم العديد من الباحثين والفاعلين في مجال فن الحكاية. ويرى منظموا هذه الندوة من خلال الورقة العلمية التي تم اعدادها لتقديم هذا الحدث الفكري أنّ سمة الفنون التفاعل والتبدّل والتغيّر والتحوّل وأنّ شرط حياتها الرّحلة الفنية الدائمة من شكل إلى شكل ومن بنية إلى أخرى. وعلى ذلك فانه يمكن القول إنّ أنماط التحوّل والتشكّل وإعادة الصياغة تعود إلى العديد من الدوافع منها الفرديّة خاصة تلك التي تعود إلى الذّات المبدعة حين تروم التحرّر من الأنماط التعبيريّة الثابتة ذات الشروط المسبقة فتسلّط عليها من طاقتها الفنّية ما ينزاح بها عن بنائها الأوّل إلى بناء ثانٍ وينقلها من فضاء فنّي إلى آخر ومن جنس إبداعيّ إلى غيره من الأجناس.
ومن بين هذه الأهداف أيضا تلك الجماعيّة الموضوعية التي تنبع من التحوّلات الاجتماعيّة عبر الزمن وظهور آفاق استقبال مختلفة واجتراح آليات جديدة لإنتاج الفنون وتلقّيها. ويذكر أن هذه الندوة ستتطرق الى محاور ثلاثة يتم تقديمها ضمن ثلاث جلسات الأولى بعنوان “الحكاية في الأدب والفلسفة” برئاسة الأستاذ رضا بن حميد من تونس و”الحكاية في السينما والرّسم” برئاسة الأستاذ خليل العلي من فلسطين و”الحكاية في المسرح والموسيقى” وترأسها الأستاذة حياة الخياري من تونس.
ومن المؤكّد أنه سيكون لهذه الندوة الفكرية التي ستلتئم يوم 9 ماي بالمكتبة الجهوية بسوسة بعدٌ وصدى كبيران لا من حيث الموضوع المطروح فحسب بل كذلك من خلال اختيار الأسماء المشاركة وهي دون شك أسماء وازنة ولها صيت محلي ودولي في مجال الفكر والأدب والموسيقى والسينما باعتبار شمولية الموضوع. وتضم قائمة المشاركين في هذا الحدث منسقة هذه الندوة الباحثة والروائية آمنة الرميلي وشفيع بالزبن وشراز دردور وفوزية الغالي وأميرة غنيم ورفيقة البحوري ومحمد صالح مجيد وفاتن المناعي وسمير الفرجاني والمخرجة السينمائية المتميزة سلمى بكار والممثل يونس الفارحي ومنى عباس ومنصف السلطاني وعماد الغدامسي.
تجدر الإشارة الى أن اليوم الختامي لهذا الحدث الفني البارز سيتم تنظيمه بالمتحف الأثري بمدينة النفيضة من خلال تقديم حكايات “ولفة ” لزهرة الوسلاتي و”حكايات جزائرية” لنعيمة محايلية و”حلقة ذهب” لهدى بن عمر.