نشرت الأستاذة الجامعية والباحثة رجاء بن سلامة تدوينة علقت فيها على الخشبة ضد المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء في تونس.
وفي ما يلي نص التدوينة التي ختمتها بـ" لا ليست هذه تونس":
"تحيا تونس الحرّة والمضيافة وغير العنصريّة
تحيا تونس التي استضافت وتستضيف على أرضها اللاّئذين بها منذ أقدم العصور.
تذكّروا ما فعله أهل الجنوب مع أشقّائنا الليبيّين منذ 12 عاما. تذكّروا أنّ هذه الأرض استضافت أكبر عدد من الأندلسيّين الهاربين من قمع الإسبان.
لا ليست هذه تونس.
هذه الحشوذ الهائجة والشاتمة والداعية إلى الانتقام بدل العدالة ليست تونس…
تونس ليست بلاد الحقد ونظريّات المؤامرة والتّغيير الدّيمغرافيّ على شاكلة ذلك اليمينيّ المتطرّف أريك زمّور الذي ترشّح إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية وفشل.
ليست هذه تونس التّائقة منذ أجيال وأجيال إلى الكرامة والحرية..
ليست هذه تونس التي ألغت الرقّ سنة 1846 وليست تونس ابن أبي الضياف الذي حلم بـ"الملك المقيّد" ولا تونس الحدّاد والشابي وفرحات حشّاد… وكلّ المناضلين من أجل دولة القانون وحقوق الإنسان..
هذا هو الاختطاف الحقيقيّ : اختطاف ثقافة الكرامة والمساواة والحرية. اختطاف الحلم بدولة القانون والمؤسسات والمحاكمات العادلة، والدّولة الرّاقية التي تحترم حتى أعداءها… وتحاسب المخطئين دون تشفّ ودون لهفة على ملء السجون وتدمير الأفراد وتفكيك الأسر…
لا صمت ولا خوف بعد اليوم. ومجدّدا.
بلادنا في خطر. يهدّدها الحقد ويقسّمها خطاب يستغل العواطف الرّديئة ويكرّس ممارسات قامعة ومستبدّة، وبلا فعل ولا إنجاز يحسّن حياة الناس…
لماذا لا ننظّم حضور الأفارقة جنوب الصحراء بقوانين تحترمهم وتحترم حاجيات البلاد إلى اليد العاملة وإلى الأمن في الوقت نفسه؟
يعوّضون الفعل باللّعنات، والتّحليل بالهذيان.
لا ليست هذه تونس."