بالتعاون مع الجمعية المحلية للنهوض بالمعاقين بالقلعة الكبرى، نظمت دار الثقافة بالجهة من 28 فيفري إلى 2 مارس 2024 تظاهرة “فسحة أمل درجة فوق الإبداع”. هي تظاهرة امتدت على أربعة أيام متواصلة وكانت بمثابة الأمل الذي بثّه أبناء مراكز المعاقين بالقلعة الكبرى وببعض الجهات المجاورة في نفوس زوار هذا الحدث الثقافي المتميّز.
الزائر للمنتجات التي تم عرضها اليوم السبت 2 مارس، الذي يوافق اليوم الختامي لهذه التظاهرة، ببهو دار الثقافة بالقلعة الكبرى لم يكن ليشكّ ولو للحظة واحدة أن المنتوجات الفنية المختلفة المعروضة أمامه هي من صنع فنانين محترفين ومبدعين في مجالات اختصاصاتهم. غير أنّه يكتشف بمجرد اطلاعه على مصدر هذه الانتاجات الابداعية أن منبع هذا الابداع هو ارادة فئة من ذوينا مختلفين عنا ربما على مستوى القدرات الجسمانية او الذهنية ولكن يفوقوننا حتما وفي أحيان كثيرة عبر طاقاتهم الابداعية اللامحدودة.























ولعلّ ما يميّز هذا المعرض الذي ضم عصارة مجهود أبناء مراكز تربية مختصة توفّره على العديد من المنتوجات الفنية في اختصاص صناعة الخزف والفن التشكيلي والحلي والخياطة والتزويق على الخشب والصناعات الجلدية والنحت وصناعة منتوجات الحلفاء وغيرها من الأنشطة التي برع مجموعة من ذوي الاحتياجات الخصوصية وأبدعوا في صنعها وتقديمها لعدد كبير من الحاضرين.
هذه التظاهرة التي أشرفت على حسن سير أشغال ها مديرة دار الثقافة الأستاذة راضية التواتي، كانت فرصة أيضا لتتويج مجهودات متواصلة قام بها أبناء المراكز المشاركة من خلال ورشات انتظمت داخل فضاء هذه المؤسسة الثقافية التي تحولت على امتداد الأيام الثلاثة الأولى الى ملتقى للعديد من المواهب المنسية والتي لم تجد حظها بسبب خصوصية وضعها الصحي.
ولعل من أهم أهداف هذه التظاهرة حسب مديرة دار الثقافة راضية التواتي في حوار مع رياليتي اون لاين بالعربية هو تمكين هته الفئة المجتمعية من “ممارسة انشطتها وهواياتها من خلال الورشات التي تم تنظيمها واعطائهم الفرصة كاملة لكشف قدراتهم والتواصل معهم”.
وما يحسب لمنظمي هذا الحدث الثقافي الذي يلتئم في إطار انفتاح المؤسسات الثقافية على محيطها المجتمعي من خلال “تنظيم تظاهرات نوعيّة ومختلفة عن السائد” كما صرّحت بذلك المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة، جليلة العجبوني، في لقائها مع رياليتي اون لاين بالعربية على هامش هذه التظاهرة، أنهم راهنوا منذ البداية على نجاح هذه التجربة المتميزة وهو ما يمكن الجزم به من خلال حالة الإعجاب والرضا التي أبداها الحاضرون خلال هذا اليوم الختامي الذي شهد أيضا عرض مسرحية “غدوة نعرض” لمركز النهوض بالمعاقين بالقلعة الكبرى و عرض مونولوغ “حين ورثنا الفاء” للأديبة الشابة المتميّزة الكفيفة ميساء بن ميم والعرض الموسيقي لمركز موسيقى البراي بالمعهد العالي للموسيقى بسوسة.