توّجت مسرحية “عطيل وبعد” للمخرج حمّادي الوهايبي بجائزتين ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان بغداد الدّولي للمسرح بالعراق.
وقد تحصّل هذا العمل على جائزة أفضل نصّ للكاتب بوكثير دومة فضلا عن جائزة أفضل ممثّل للفنان مهذب الرميلي.
وشاركت مسرحية “عطيل وبعد ” في المسابقة الرسمية للدورة الخامسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح التي انتظمت في الفترة الفاصلة بين 10 و18 ديسمبر 2024.
“عطيل وبعد” من إنتاج المركز الثقافي الدولي بالحمامات، وأداء كل من مهذب الرميلي ونور الدين الهمامي ومحمد شوقي خوجة وبهرام العلوي وسامية بوقرة وإباء الحملي وفاتن الشوابي.
في ذروة الصراع بين الشمال والجنوب يأتي نص بوكثير ليعيد خلق شخصيات “شكسبير” وفق رؤية جنوبية متجذرة في الحياة والمقاومة، رؤية تعيد ترتيب الأوراق التي بعثرتها الرواية الغربية.
دون تعصب أو دغمائية ينشد “عطيل” الخلاص على إيقاع ثنائيات جمة تناثرت على خشبة الحمامات لتتعانق مع الموسيقى والشعر والكوريغرافيا وتخلق حالة فرجوية تستدر التفكير والتأويل وتكتب الواقع من جديد.
كل الممثلين تركوا أثرهم على الخشبة، مهذب الرميلي الذي انتصر بسماره لكل الجنوبيين وطوع انفعالاته ليعيد كتابة شخصية عطيل بما ينتصر لنا نحن الذين أرهقتنا نظرة الغرب الدونية واستنزفنا تعاليهم، كان جسده نابضا بالكفاح.
إباء الحملي وهي تؤدي دور (إيميليا) أبية في أدائها رشيقة كفراشة تختال بين الزهور، قوية كزهرة نبتت بين الصخور.
نور الدين الهمامي تقمص شخصية رودريغو حد النخاع حتى أن نظراتها وتعبيراتها سكنته حتى بعد العرض وهو الذي يثبت في كل مرة أن الفن المسرحي حالة عشق وتجل إذا وصفت خارج الخشبة لا يفيها الوصف حقها.
فاتن الشوابي(ديدمونة) محمد شوقي خوجة (ياغو) وبهرام العلوي (كاسيو) وسامية بوقرة (والدة عطيل)، تماهت الشخوص والشخصيات لتخلق حالة فنية وفكرية تسائل الماضي والحاضر وتحاول صياغة مستقبل لا ظلم فيه على إيقاع أداء تتداخل فيه الانفعالات وتتشابك فيه الرسائل.
والمسرحية التي تعتمد اللغة العربية الفصحى يشارك فيها الفنان أحمد الماجري إذ كان حضور الموسيقى إلى جانب الكوريغرافيا بمثابة محركات الانتقال من نسق إلى نسق آخر، حيث تتخذ الأحداث منحى تصاعديا وهي تحاكي نغمات الغيتار والصوت الصادح والخطوات المدوية على الخشبة.