تعيش مدينة القلعة الكبرى منذ يوم الجمعة على وقع الدورة الثانية من “ملتقى أحباء الكاريكاتور” الذي تنظمه دار الثقافة بالجهة تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة.
وأكدت رئيسة هذه التظاهرة ومديرة دار الثقافة بالقلعة الكبرى، راضية التواتي، أن الدورة الثانية تضمنت أربع فقرات أساسية وهي فقرة الورشات التنشيطية تحت إشراف العديد من الفنانين على غرار أسامة البرداوي ورشيد الرحموني وتوفيق الفرجاوي، وفقرة المعارض، وفقرة الحوار الثقافي الذي تؤمنه الدكتورة ربيعة بلطيفة، استاذة بالمعهد العالي للفنون الجميلة تحت عنوان “الكاريكاتور ومواقع التواصل الاجتماعي : أيّة علاقة ؟” بالاضافة الى فقرة المسابقة حيث تم رصد بعض الجوائز للأعمال الفائزة.
من جهتهم أكد كل من رشيد الرحموني، وهو رسام كاريكاتوري بجريدة الشروق اليومية وأسامة البرداوي، وهو رسام عصامي التكوين والأستاذة ليليا هلول وهي فنانة تشكيلية خرّيجة معهد الفنون الجميلة بتونس،في لقاء مع رياليتي اونلاين بالعربية، أن هذه التظاهرة ترمي أساسا، بالإضافة الى تحفيز المشاركين على الانخراط في فن الكاريكاتور وتعلمه، الى دعم القضية الفلسطينية والتعريف بنضالات الشعب الفلسطيني المرابط في كل شبر من أرضه المغتصبة وخصوصا في غزة حيث يتعرض الى ابادة جماعية منذ أكثر من ستة أشهر وسط صمت عربي ودولي مخز.
أما الأستاذة ربيعة بلطيفة فقد اعتبرت أن فن الكاريكاتور يشهد كما بقية الفنون تغيرات هامة خصوصا في ظل التطور التكنولوجي الهام أو ما بات يعرف بالذكاء الاصطناعي. حيث أن هذه الطفرة التكنولوجية العالية أصبحت تفرض على الفنانين وخصوصا “التقليديين” أن يتنازلوا عن بعض المسلمات وأن “ينزلوا من برجهم العاجي” حتى يتعايشوا مع الواقع الجديد وإلا فانهم سيتعرضون الى الاقصاء رويدا رويدا. ذلك أن الجيل الجديد من الجمهور المتابع لفن الكاريكاتور أصبح يبحث عن المنتوج السريع.
ولعل ما ميز هذا الحوار الشيق الذي أدارته بكل اقتدار الأستاذة والفنانة ربيعة بلطيفة هو التفاعل وتبادل الآراء مع الحاضرين وخصوصا مع بعض الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة. حيث تمازجت المعلومات العلمية والأكاديمية مع الرؤى والأفكار العملية والمعايشة للواقع. ورغم الصعوبات التي يواجهها هذا الفن الا أن المشاركين في هذا اللقاء التفاعلي أكدوا أن الكاريكاتور هو فن باق لأنه يترجم الفكرة والفكرة لا تموت.
وتجدر الاشارة إلى أن هذه التظاهرة تشهد اليوم الأحد نهاية أشغالها من خلال الإعلان عن اسماء الفائزين وتوزيع الجوائز.