"سواعد يهتز فوقها العلم نباهي به ويباهي بنا" عبارات تترجمها مجهودات الفريق التونسي للإغاثة في تركيا وسوريا إثر الزلزال الأخير الذي ضرب البلدين وخلف آلاف الضحايا.
والفريق التونسي للحماية المدنية شارك في عمليات البحث والإنقاذ وتمكن بفضل جاهزيته من العثور على عدد من جثث ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا حيث ركز قاعتي عمليات.
وهو فريق مختص في البحث والإنقاذ من تحت الأنقاض متكون من ضباط وأطباء وأعوان مسعفين مجهزين بمعدات متطورة للبحث والإنقاذ وفقا للمعايير الدولية فضلا عن فريق أنياب للبحث عن المفقودين وفرق طبية للتعامل مع المحاصرين تحت الأنقاض بكافة معداتها وفريق طبي من وزارة الصحة.
والوحدة المختصة للحماية المدنية التي لفتت إليها الانظار وكانت محل إشادة في سوريا وتركيا تحصلت شهر جوان الماضي على التصنيف ضمن الصنف المتوسط حسب معايير الهيئة الاستشارية العليا للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة .
ولم يدخر الفريق التونسي أي جهد للبحث عن المفقودين في مواقع البحث المتعددة والتي لا تخلو من مخاطر على اعتبار أنها تتمثل في بناءات ذات طوابق انهارت من قوة الزلزال.
"إخوتنا التونسيون بيّضتو الوجه، أنتم مميّزون في عملكم، شكرا لكم.."، عبارات مواطن سوري في تركيا تردد صداها بين الأنقاض وأكوام الحجارة التي تداعت أيام هزات الزلزال لتبدو مثل البلسم.
"أنتم فريق مثابر يعمل بتقنيّة مميّزة.. أنتم رقم واحد، لقد خاطرتم بأرواحكم وأموالكم، جزاكم الله خيرا"، تتواتر كلمات الرجل السوري التي تجعل من الصعب هينا لما لها من وقع طيب في النفوس.
فعلا، كان الفريق يحاكي خلية النحل يعمل آناء الليل وأطراف النهار ليساهم في انتشال الجثث من تحت الأنقاض ولا يغادر مواقع البحث إلا بعد التحقق من خلوه من أي جثة.
وإلى جانب شارة الحماية المدنية التي أضاءت وسط عتمة الكارثة، كان حضور فرقة الأنياب وكانت الكلاب المدربة خير دليل في البحث عن الجثث إضافة إلى الأجهزة المتطورة.