استمعت إليك هذا اليوم في إذاعة موزاييك، ولا أملك إلا التعبير عن التعاطف معك إزاء تعاليق التافهين التي أساءت إليك بل وأساندك تماما في جلّ ما صرحت به.
نعم، لا يتناقض حزبك، حزب آفاق تونس، حين يعلن مقاطعته للانتخابات التشريعية القادمة وهو الذي خالف جلّ الأحزاب المعارضة وشارك في الاستفتاء على دستور قيس سعيد يوم 25 جويلية الماضي. فلقد كانت تلك المشاركة فرصة لتعليل قول"لا" لذلك المشروع في وسائل الإعلام العمومية بمناسبة الحملة الانتخابية. أما وقد مرّ ذلك الدستور وأُفرِغ المجلس النيابي من صلاحياته فمن حقكم ألاّ تترشحوا له.
ولا يناقض آفاق تونس نفسه حين يقاطع الانتخابات التشريعية القادمة لكن في المقابل سيشارك في الانتخابات الرئاسية. فكما قلتم عن حق لم يعد هناك من أمل في التغيير إلا من منصب رئيس الجمهورية الذي وضع دستور 25 جويلية كل الصلاحيات بين يديه.
أما عبارتك الشهيرة "تونس يمكن أن تتغير إلى الأحسن بجرّة قلم" -والتي يتندّر بها التافهون- فلقد أحسنت صنعا حين عززتها اليوم بقولك بالدارجة الفصيحة "فمّا ناسْ بجرة قلم تنجّم تهدّ.. ورينا تبارك الله (مشطرة.. بل مشطرات، وهذه من عندي!).. وفمّا ناس بجرة قلم تنجّم تبني..''
عبد السلام بن عامر