تم، منذ حوالي 8 أشهر، إخلاء محطة الميترو محمد الخامس في اتجاه محطة الجمهورية من العون القابض. والنتيجة أن الأعلبية الساحقة من الحرفاء يستفيدون من خدمات الشركة مجانا منذ الصائفة الماضية.
وأقول الأغلبية الساحقة لأن هناك من الحرفاء من لا تسمح له أخلاقه بالركوب مجانا فيقتطع تذكرته من المحطة القريبة منها في اتجاه أريانة رغم أن الشركة لم تكلف نفسها حتى عناء تعليق مجرد ورقة في شباك المحطة المغلقة تدعو فيه الحرفاء إلى اقتطاع تذاكرهم من تلك المحطة.
هذا دون الحديث عن قرار الإلغاء المتخذ منذ سنوات لكل من محطة ابن رشيق (في اتجاه محطة برشلونة) ومحطة الحبيب ثامر (في اتجاه محطة الجمهورية) بعد حادثة حرق بسيطة، وما يعنيه ذلك من إضرار بمصلحة كل من الحرفاء والشركة نفسها. ودون الحديث طبعا عن "انقراض" جنس المراقبين خارج محطتي الجمهورية وبرشلونة إذ تحدث المعجزة ويمكن أن ترى بعضهم هناك بين الحين والآخر. وحتى من يُضبَط مخالفا كثيرا ما يُدعَى إلى اقتطاع تذكرة عوض تطبيق القانون الرادع وهم المحلفون من أجل ذلك. ويتحدثون بعد ذلك عن خسارة تقدّر بـ20 مليون دينار سنويا بسبب "الترسكية" (الركوب دون اقتطاع تذكرة).
والمضحك-المبكي الذي عشته مؤخرا أني ذهبت إلى المحطة المشار إليها لاقتطاع تذكرتي كالعادة لكن لم أجد أحدا فاضطررت إلى ركوب الميترو دون تذكرة. ولما قلت لمن ظننته مسؤولا في محطة الجمهورية إني "مْرسْكي" للسبب إياه قال لي حرفيا مكشرا "إيه عاد آش نعملك؟ برّا قص توّا" !!!
لك الله يا تونس!
ومنهم لله من يخربونك يوما بعد يوم،.. كلّ في مجاله!
29