"أين رئيس الجمهورية؟"، سؤال ملح تكرر كثيرا في الأيام القليلة الماضية بعد إحجام لافت عن الظهور.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد أطل على الشعب التونسي ليهنئه بشهر رمضان في 22 مارس الماضي من جامع الزيتونة ومن منطقة باب سويقة.
ومنذ ذلك التاريخ لم تنشر رئاسة الجمهورية أية فيديوهات لأنشطة الرئيس ليكون بلاغ تبادل التهاني مع عدد من رؤساء الدول العربية بمناسبة حلول شهر رمضان آخر البلاغات، قبل انقطاع تخلله بلاغان أحدهما عن إقالة والي قابس وآخر عن فتح تحقيق بشأنه وذلك يوم 31 مارس.
وبعد أن كانت الأسئلة بخصوص غياب الرئيس حكرا على عدد من السياسيين والناشطين والصحفيين، انسحبت أيضا على عامة الشعب إذ تناثرت التعليقات والتبريرات لعدم ظهور الرئيس.
ومنذ توليه رئاسة الجمهورية، تعد هذه الفترة هي الأطول التي يغيب فيها رئيس الجمهورية، وسط غياب لأية معلومة رسمية من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة عن سبب هذا الغياب.
وسياسة التعتيم الإعلامي التي ينتهجها النظام الجديد، منذ تولي قيس سعيد الرئاسة، فتحت الباب على مصراعيه أمام الإشاعات والتأويلات التي تغذت من غياب معلومة رسمية تسكت الألسنة المسمومة.
وفي انتظار أن يطل علينا رئيس الجمهورية تبدو اليوم الحاجة ملحة إلى تعيين مسؤول مكلف بالتواصل مع وسائل الإعلام للتقصّي بخصوص بعض المسائل الشائكة التي لا تحتمل التكهنات أو التأويلات.
ووسط مستنقع الشائعات وتسونامي المصادر المطلعة التي تقوم على قاعدة التناقض بين أنصار الرئيس وخصومه، لم تورد وسائل الإعلام، العمومية على وجه الخصوص، أية معلومة عن هذا الغياب.
ومن الضروري الإشارة إلى أنه، وفي حالة سابقة، نشرت رئاسة الجمهورية بلاغا بخصوص الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الذي تمتع حينها براحة طبية لمدة أربعة أيام بسبب التهاب في الحنجرة.
ومهما كان سبب غياب الرئيس فإن إطلالته اليوم ضرورية وسط تهاطل الشائعات في ظرف ليست فيه تونس في أفضل حالاتها وأمام انطلاق بعض الألسنة الدولية في الحديث عن الوضع في بلدنا.