17 ولو أرْبَعْتَاشَتْ!.. على وزن "مــعـــزاة ولـــو طـــارت". وخلاصة الحكاية أن رجلين خرجا للصيد فشاهدا سوادا من بعيد فقال الأول: إنه غراب. وقال الأخر: إنها معزاة…وأصر كل منهما على رأيه. وعندما اقتربا من هذا الشيء طار واتضح أنه غراب فقال الأول : ألم أقل لك إنه غراب؟ لكن الأول أصرّ على رأيه وقال: بل هي معزاة.. معزاة ولو طارت!… وذهب ذلك مثلا سائرا يقال عند المكابرة وإنكار الواقع والعناد..
لقد قرر سياددة الرئيس ان يكون عيد الثورة 17 ديسمبر لا 14 جانفي لكنني أنا لا أذكر إلا شيئا واحدا حدث يوم 17 ديسمبر 2010 وهو إضرام شاب من سيدي بوزيد النار في جسده.. ومثلي في تقديري 99 في المائة من الشعب التونسي..
لكني أذكر أشياء كثيرة حدثت يوم 14 جانفي 2011 وسجلها التاريخ:
أذكر الأمواج البشرية بشارع الحبيب بورقيبة صباح ذلك اليوم..
وأذكر بداية انهيار حكم بن علي بالإفراج عن حمة الهمامي الذي كان معتقلا بوزارة الداخلية..
وأذكر الـ10 كلم التي قطعتها مترجلا في غياب وسائل النقل..
وأذكر زلزال خبر عنونوه وقتها بـ"هروب بن علي"..
وأذكر كيف في ساعات معدودات انتقلنا من وزير أول رئيس جمهورية بالنيابة في حالة شغور مؤقت إلى رئيس برلمان رئيس مؤقت في حالة شغور دائم…
و… و… و….
لكل هذا من العبث محاولة جعلي أتذكر ما سميناها |ثورة" يوم 17 ديسمبر.. و أنسى ما لا ينساه 90 في المائة من التونسيين!